175
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

لجلوسه على منبر أبيه، وتدلّ القرائن على أنّ هذا الاعتراض كان في أوائل خلافة الخليفة الثاني.۱

ج ـ عهد الخليفة الثالث (۲۴ ـ ۳۵ ه)۲

قضى الإمام الحسين عليه‏السلام شطرا من شبابه، أعني (۱۹ ـ ۳۱ عاما) في عهد الخليفة الثالث،وقد نُقلت بعض الأحداث عن هذا العهد في بعض المصادر،نشير إليها باختصار:

الأوّل: مشايعة أبي ذرّ حينما نُفي إلى الربذة

ممّا دوّن عن هذه الفترة، مشايعة الحسين عليه‏السلام أبا ذرّ حينما نُفي إلى الربذة۳، على الرغم من منع عثمان عن ذلك.

فنُقل عن ابن عبّاس قوله:

لمّا اُخرج أبو ذرّ إلى الربذة، أمر عثمان فنودي في الناس ألاّ يكلّم أحد أبا ذرّ ولا يشيّعه. وأمر مروان بن الحكم أن يخرج به، فخرج به، وتحاماه الناس إلاّ عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام وعقيلاً أخاه، وحسنا وحسينا عليهماالسلام، وعمّارا، فإنّهم خرجوا معه يشيّعونه...

ثمّ تكلّم الحسين عليه‏السلام فقال:

يا عَمّاه، إنَّ اللّهَ تَعالى قادِرٌ أن يُغَيِّرَ ما قَد تَرى، وَاللّه‏ُ كُلَّ يَومٍ هُوَ في شَأنٍ، وقَد مَنَعَكَ القَومُ دُنياهُم ومَنَعتَهُم دينَكَ ؛ فَما أغناكَ عَمّا مَنَعوكَ وأحوَجَهُم إلى ما مَنَعتَهُم! فَاسأَلِ اللّهَ الصَّبرَ وَالنَّصرَ، وَاستَعِذ بِهِ مِنَ الجَشَعِ وَالجَزَعِ؛ فَإِنَّ الصَّبرَ مِنَ الدّينِ وَالكَرَمِ، وإنَّ الجَشَعَ لا يُقَدِّمُ رِزقا، وَالجَزَعَ لا يُؤخِّرُ أجَلاً.۴

1.. راجع : ص ۱۸۲ (الفصل الثاني / مناقشة عمر وهو على منبر النّبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله) .

2.. المعجم الكبير : ج ۱ ص ۷۸ الرقم ۱۰۷ ، تاريخ الطبري : ج ۴ ص۱۹۳ و ۴۱۵ ، اُسد الغابة : ج ۳ ص ۵۸۵ .

3.. الربذة : من قرى المدينة على ثلاثة أيّام ، وبهذا الموضع قبر أبي ذرّ الغفاري معجم البلدان : ج ۳ ص ۲۴ .

4.. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج ۸ ص ۲۵۲ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
174

وقد نقل ابن كثير نفس المضمون عن الخليفة الثالث حين قال:

كان عثمان بن عفّان يكرم الحسن والحسين عليهماالسلام ويحبّهما.۱

۲. العزلة السياسية

قضى الحسين عليه‏السلام كأبيه وسائر أهل البيت عليهم‏السلام هذا العهد في عزلة سياسية ؛ مبعدين مرغمين في ذلك غير راغبين، ممّا أدّى إلى تحديد نشاطهم، وعدم ذكر الكثير من أحداث حياتهم في هذه الفترة.

وإليك فيما يلي نظرة خاطفة لبعض مواقف الإمام الحسين عليه‏السلام ونشاطاته في عهد الخلفاء:

أ ـ عهد الخليفة الأوّل(۱۱ ـ ۱۳ ه)۲

لقد تحسّس الإمام الحسين عليه‏السلام الألم والمرارة وهو يقضي أيّام طفولته في هذه الفترة (من السابعة حتّى التاسعة من عمره)، حيث تجرّع ألم رحيل جدّه المصطفى صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، واستشهاد اُمّه الزهراء عليهاالسلام، ومظلوميّة أبيه عليّ المرتضى عليه‏السلام.

وذكرت بعض المصادر التاريخيّة اعتراضات الحسين عليه‏السلام على الخليفة الأوّل حين رآه معتليا منبر الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فقال له بلسان الطفولة:

«اِنزِل عَن مَجلِسِ أبي».

ب ـ عهد الخليفة الثاني (۱۳ ـ ۲۳ ه)۳

لقد أمضى الحسين عليه‏السلام في هذه الفترة من السنة التاسعة حتّى السنة التاسعة عشرة من عمره الشريف. وممّا نقل في مصادر متعدّدة عن هذه الفترة، احتجاجه على الخليفة

1.. البداية والنهاية : ج ۸ ص ۳۶ و ۱۵۰ .

2.. تاريخ الطبري : ج ۳ ص ۴۲۰ ، الطبقات الكبرى : ج ۳ ص ۱۸۶ و ۲۷۴ .

3.. المعجم الكبير : ج ۱ ص ۷۰ الرقم ۷۳ ، تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۱۹۴ ، الطبقات الكبرى : ج۳ ص۲۷۴ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15493
صفحه از 895
پرینت  ارسال به