كلام في وصايا الإمام علیه السلام المختلفة
يمكن تقسيم الأحاديث الّتي نقلت وصايا الإمام الحسين عليهالسلام إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الاُولى: الأحاديث الدالّة على أنّ الإمام عليهالسلام أودع قبل خروجه من المدينة لدى اُمّ سلمة وصيّته وكُتُبه وأسلحته الخاصّة به ؛ كي تسلِّمها فيما بعد إلى الإمام من بعده زين العابدين عليهالسلام.
المجموعة الثانية: الأحاديث الدالّة على أنّ الإمام عليهالسلام سلّم في الساعات الأخيرة من حياته وصيّته إلى ابنته الكبرى فاطمة ؛ كي تنقلها إلى الإمام من بعده.
المجموعة الثالثة: الحديث الذي يفيد بأنّ الإمام عليهالسلام كان قد جعل اُخته زينب وصيّة له.
ومع التأمّل في هذه الروايات يتّضح أنّه لا تعارض بينها، وأنّ الجمع بينها ممكن، وذلك بأن نقول: إنّ الإمام أودع عند اُمّ سلمة قبل خروجه من المدينة المقتنيات المهمّة الّتي ورثها من جدّه وأبيه مع وصيّة خاصّة ؛ كي تنتقل إلى الأئمّة من بعده، وأنّه سلّم وصاياه الأخيرة في اللّحظات الأخيرة من حياته إلى ابنته فاطمة الكبرى ؛ كي تسلّمها إلى الإمام زين العابدين عليهالسلام.
وأمّا فيما يتعلّق بالسيّدة زينب عليهاالسلام، فإنّ ظاهر الرواية المذكورة يفيد بأنّ الإمام لم يسلّمها وصيّة خاصّة، بل جعلها وصيّة له لفترة كي يراجعها الناس بدلاً من مراجعة