الأَمرُ، تَغَيَّرَت ألوانُهُم وَارتَعَدَت فَرائِصُهُم^۱ ووَجَبَت^۲ قُلوبُهُم، وكانَ الحُسَينُ عليه‏السلام وبَعضُ مَن مَعَهُ مِن خَصائِصِهِ، تُشرِقُ ألوانُهُم وتَهدَأُ جَوارِحُهُم وتَسكُنُ نُفوسُهُم، فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ: اُنظُروا، لا يُبالي بِالمَوتِ !
فَقالَ لَهُمُ الحُسَينُ عليه‏السلام: صَبرا بَنِي الكِرامِ، فَمَا المَوتُ إلاّ قَنطَرَةٌ تَعبُرُ بِكُم عَنِ البُؤسِ وَالضَّرّاءِ إلَى الجِنانِ الواسِعَةِ وَالنَّعيمِ الدّائِمَةِ، فَأَيُّكُم يَكرَهُ أن يَنتَقِلَ مِن سِجنٍ إلى قَصرٍ ؟ وما هُوَ لِأَعدائِكُم إلاّ كَمَن يَنتَقِلُ مِن قَصرٍ إلى سِجنٍ وعَذابٍ.
إنَّ أبي حَدَّثَني عَن رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنَّ الدُّنيا سِجنُ المُؤمِنِ وجَنَّةُ الكافِرِ، وَالمَوتُ جِسرُ هؤُلاءِ إلى جَنّاتِهِم وجِسرُ هؤُلاءِ إلى جَحيمِهِم، ما كَذَبتُ ولا كُذِبتُ.^۳

فَقاموا مَعَهُ حَتّى أتَوا مَنزِلَهُ، فَقالَ لِلرَّبابِ: أخرِجي ما كُنتِ تَدَّخِرينَ.^۱

۴ / ۸

الأَدَبُ فِي التَّعليمِ

۱۳۵.المناقب لابن شهرآشوب: إنَّ الحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهماالسلام مَرّا عَلى شَيخٍ يَتَوَضَّأُ ولا يُحسِنُ، فَأَخَذا بِالتَّنازُعِ، يَقولُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما: أنتَ لا تُحسِنُ الوُضوءَ.
فَقالا: أيُّهَا الشَّيخُ كُن حَكَما بَينَنا يَتَوَضَّأُ كُلُّ واحِدٍ مِنّا سَوِيَّةً، ثُمَّ قالا: أيُّنا يُحسِنُ ؟
قالَ: كِلاكُما تُحسِنانِ الوُضوءَ، ولكِنَّ هذَا الشَّيخَ الجاهِلَ هُوَ الَّذي لَم يَكُن يُحسِنُ، وقَد تَعَلَّمَ الآنَ مِنكُما، وتابَ عَلى يَدَيكُما بِبَرَكَتِكُما وشَفَقَتِكُما عَلى اُمَّةِ جَدِّكُما.^۲

۴ / ۹

ذُو النَّفسِ الرّاضِيَةِ المَرضِيَّةِ

۱۳۶.تفسير القمّي عن أبي بصير عن أبي عبداللّه‏ [الصادق] عليه‏السلام ـ في قَولِهِ تَعالى: «يَأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَلءِنَّةُ * ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِى فِى عِبَدِى * وَ ادْخُلِى جَنَّتِى»: يَعنِي الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه‏السلام.^۳

۱۳۷.معاني الأخبار عن عليّ بن الحسين [زين العابدين] عليه‏السلام: لَمَّا اشتَدَّ الأَمرُ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه‏السلام، نَظَرَ إلَيهِ مَن كانَ مَعَهُ فَإِذا هُوَ بِخِلافِهِم ؛ لِأَنَّهُم كُلَّمَا اشتَدَّ