ثمّ إنّ الوالي كتب فيما بعد القصّة بالتفصيل إلى السلطان عبدالحميد، فأوكل إليه سدانة مرقد السيّدة زينب، والمرقد الشريف للسيّدة رقيّة، والمرقد الشريف لاُمّ كلثوم وسكينة، ويتولّى الآن السيّد الحاج عبّاس ابن السيّد مصطفى ابن السيّد إبراهيم السابق الذكر إدارة هذه العتبات المقدّسة (انتهى).
ويبدو أنّ هذه القضية حدثت في حدود عام ألف ومئتين وثمانين.۱
وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار ما جاء في هذه الرواية ـ من أنّ الوجهاء وعلماء الشيعة والسنّة شهدوا هذه الحادثة ـ فإنّ الملاحظة الّتي تستحقّ الاهتمام هي: لماذا لم ينقل أحد هذه الحادثة المهمّة سوى المتولّين للمشهد المذكور، رغم وجود الدواعي الكثيرة إلى نقل هذه الحوادث وتسجيلها۲ ؟ فنحن نلاحظ أنّ شخصية مثل السيّد محسن الأمين لم يشر إلى هذه الحادثة في روايته، رغم أنّه كان متواجدا في المنطقة، بل إنّه كتب حول هذا المرقد قائلاً:
رقيّة بنت الحسين عليهالسلام يُنسب إليها قبر ومشهد مزور بمحلّة العمارة من دمشق، اللّه أعلم بصحّته، جدّده الميرزا علي أصغر خان وزير الصدارة في إيران عام ۱۳۲۳، وقد أرَّختُ ذلك بتاريخ منقوش فوق الباب أقول فيه من أبيات:
لَهُ ذو الرُّتبَةِ العُليا عَليٌّ
وَزيرُ الصَّدرِ في إيرانَ جَدَّدْ
وَقَد أرَّختُها تَزهو سَناءً
بِقَبرِ رُقَيَّةٍ مِن آلِ أحمَد۳
وعلى هذا، فإنّ من غير الممكن إبداء رأي حاسم حول موضوع هذه الدراسة استنادا إلى المصادر الروائية والتاريخيّة، ولكنّ الكرامات الّتي شوهدت وتشاهد من هذا المرقد المبارك تؤيّد مكانته المعنوية. وعلى أيّ حال، فإنّ ممّا لا شكّ فيه أنّ