فراش ولا ثياب، وقد عمَّهم الحزن، وكانوا مشغولين في إقامة العزاء على شهداء كربلاء، حتّى أجهشت السيّدة زبيدة ابنة سيّد الشهداء في البكاء في إحدى الليالي على فراق أبيها، وكان عمرها ثلاث سنوات....۱
وتشير الدراسات إلى أنّ هذه الرواية هي أوّل رواية طرحت اسم الطفلة وعرفتها بزبيدة، واعتبرت محلّ الحادثة خربة الشام.
ويقول الكاتب قبل ذلك وفي الصفحة السابقة مشيرا إلى خربة الشام:
تذكّرتُ غرباء خربة الشام، أوَ لم يكن أهل البيت الذين هم خير الأنام غرباء في خربة الشام ؟ أوَ لم تكن سكينة ورقيّة طفلتي الحسين عليهالسلام ؟ فلماذا لم يتكلّم أحد بكلمة يعزّي فيها هؤاء الغرباء رغم معاناتهم من فقد الأب والأخ؟!
وهكذا فإنّه ـ حسب ما توصّلنا إليه ـ أوّل كتاب يذكر ابنة للإمام الحسين عليهالسلام في خربة الشام باسم رقيّة. وبالطبع فإنّه لا يذكر شيئا عن مصيرها، ويسجّل حادثة شهادة الطفلة باسم زبيدة.
ومن الممكن أن تكون هذه الرواية قد هيّأت الأرضية للروايات اللاّحقة بشأن اسم الطفلة الّتي توفّيت في خربة الشام.
۲ / ۵. رواية شعشعة الحسيني
في أوائل القرن الرابع عشر ذكر الشيخ محمّد جواد اليزدي في كتاب شعشعة الحسينية:۲
نُقل أنّ طفلة للإمام الحسين عليهالسلام رحلت عن هذه الدنيا في خربة الشام بسبب رؤية رأس أبيها، ولكنّ هناك اختلافا بشأن اسمها، هل هي زبيدة، أم رقيّة، أم زينب، أم سكينة؟۳