103
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

وهذا النصّ يختلف في بعض الجهات عمّا اشتهر بشأن وفاة السيّدة رقية ؛ ذلك لأنّ اسم البنت لم يحدّد في هذا النصّ، وذكر أنّ عمرها كان أربع سنوات لا ثلاث، واعتبر موضع وفاتها بيت يزيد لا الخربة، وذكر أنّ وفاتها كانت بعد بضعة أيّام من رؤية رأس الإمام الحسين عليه‏السلام لا عند رؤيته.

۲ / ۲. رواية روضة الشهداء

الذي أورد هذه الحادثة بعد عماد الدين الطبري على ما وجدنا هو الملاّ حسين الكاشفي السبزواري (المتوفّى ۹۱۰ ه) في كتابه روضة الشهداء (بالفارسية)، وقد ذكرها بتفصيل أكثر، ولكنّه لم يذكر هو أيضا اسم الطفلة، وحدّد عمرها بأربع سنوات أيضا، وذكر أنّ قصر يزيد هو مكان وقوع الحادثة، ويضيف:

عندما رفعت المنديل رأت رأسا موضوعا في ذلك الطبق، فتناولت الرأس وأمعنت النظر فيه فعرفت أنّه رأس أبيها، فشهقت ومسحت برأسها على وجه أبيها، ووضعت شفتيها على شفتيه، وفاضت روحها في الحال.۱

وممّا يجدر ذكره أنّ وفاة الطفلة كانت ـ استنادا إلى هذه الرواية ـ في نفس الليلة الّتي رأت فيها رأس أبيها. ولذلك فإنّ الاختلاف الرئيس لهذه الرواية عن رواية عماد الدين الطبري ينحصر في هذا الأمر الذي انتقل إلى الكتب اللاّحقة أيضا.

۲ / ۳. رواية المنتخب للطريحي

ويروي فخرالدين الطريحي (المتوفّى ۱۰۸۵ ه) ـ بعد الملاّ حسين الكاشفي ـ القصّة في كتاب المنتخب مع بعض الاختلافات، ونورد فيما يلي قسما من نصّ المنتخب:

1.. روضة الشهداء «بالفارسيّة» : ص ۳۸۹ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
102

أوّلاً: إنّ هذا النصّ لا يوجد في الكثير من نسخ الملهوف.

ثانيا: لا توجد في الرواية المذكورة إشارة إلى أنّ رقية هي ابنة الإمام عليه‏السلام.

ثالثا: من المحتمل أن يكون المخاطَب بهذا الكلام هي رقية بنت الإمام علي عليه‏السلام، وزوجة مسلم بن عقيل ؛ لأنّ أولاد مسلم كانوا يرافقون الإمام، ومن المحتمل قويا حضور زوجته أيضا في كربلاء.

۲. وفاة ابنة للإمام الحسين عليه‏السلام في خربة الشام

۲ / ۱. رواية كامل بهائي

تظهر الدراسات أنّ أوّل كتاب ذكر حادثة استشهاد طفلة في الشام هو كتاب كامل بهائي (بالفارسية) لعمادالدين الطبري (المتوفّى حوالي ۷۰۰ ه)، وهذا هو ترجمة ما ذكره:

جاء في الحاوية۱ أنّ نساء أهل بيت النبوّة كنّ يخفين في حال الأسر أمرَ الرجال الذين كانوا قد استشهدوا في كربلاء على أبنائهنّ وبناتهنّ، وكنّ يعلّلن الأطفال بأنّ آباءهم قد سافروا وسيعودون، حتّى جيء بهم إلى بيت يزيد، وكانت هناك طفلة صغيرة عمرها كان أربع سنوات، استيقظت ذات ليلة من نومها وسألَت: أين أبي الحسين ؛ فقد رأيتُه في المنام في هذه الساعة وقد بدا عليه الاضطراب الشديد؟! فأجهشَت النساءُ والأطفال بالبكاء، وارتفع العويل والبكاء، وكان يزيد نائما فاستيقظ من النوم، وسأل عن ذلك، فأخبروه بما حدث، فأمر اللعين في الحال أن يؤخذ رأس أبيها ويوضع إلى جانبها، فأتى الملاعين بالرأس ووضعوه إلى جانب تلك الفتاة الّتي لها من العمر أربع سنوات، فسألت: ما هذا؟ فقال الملاعين: هذا رأس أبيكِ، فخافت البنت وصرخت وتألّمت، فلم تبق إلاّ أيّاما قليلة وفاضت روحها.۲

1.. الظاهر أنّ المراد : كتاب الحاوية للقاسم بن محمّد بن أحمد السنّي الفوائد الرضويّة : ص ۱۱۲ .

2.. كامل بهائي «بالفارسيّة» : ج ۲ ص ۱۷۹ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14156
صفحه از 895
پرینت  ارسال به