۳ / ۵
وَصِيَّةُ مُعاوِيَةَ لِيَزيدَ لَمّا حَضَرَهُ المَوتُ
۲۱۱.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة): لَمّا حُضِرَ مُعاوِيَةُ، دَعا يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ فَأَوصاهُ بِما أوصاهُ بِهِ، وقالَ:
اُنظُر حُسَينَ بنَ عَلِيِّ بنِ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله ؛ فَإِنَّهُ أحَبُّ النّاسِ إلَى النّاسِ، فَصِل رَحِمَهُ وَارفُق بِهِ يَصلُح لَكَ أمرُهُ، فَإِن يَكُ مِنهُ شَيءٌ فَإِنّي أرجو أن يَكفِيَكَهُ اللّهُ بِمَن قَتَلَ أباهُ وخَذَلَ أخاهُ.۱
۲۱۲.تاريخ الطبري عن عوانة: إنَّ مُعاوِيَةَ لَمّا حَضَرَهُ المَوتُ ـ وذلِكَ في سَنَةِ سِتّينَ ـ وكانَ يَزيدُ غائِبا، فَدَعا بِالضَّحّاكِ بنِ قَيسٍ الفِهرِيِّ وكانَ صاحِبَ شُرطَتِهِ ومُسلِمِ بنِ عُقبَةَ المُرِّيِّ، فَأَوصى إلَيهِما، فَقالَ: بَلِّغا يَزيدَ وَصِيَّتي: اُنظُر أهلَ الحِجازِ فَإِنَّهُم أصلُكَ، فَأَكرِم مَن قَدِمَ عَلَيكَ مِنهُم وتَعاهَد مَن غابَ.
وَانظُر أهلَ العِراقِ، فَإِن سَأَلوكَ أن تَعزِلَ عَنهُم كُلَّ يَومٍ عامِلاً فَافعَل، فَإِنَّ عَزلَ عامِلٍ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن تُشهَرَ عَلَيكَ مِئَةُ ألفِ سَيفٍ.
وَانظُر أهلَ الشّامِ فَليَكونوا بِطانَتَكَ وعَيبَتَكَ۲، فَإِن نابَكَ شَيءٌ مِن عَدُوِّكَ فَانتَصِر بِهِم، فَإِذا أصَبتَهُم فَاردُد أهلَ الشّامِ إلى بِلادِهِم ؛ فَإِنَّهُم إن أقاموا بِغَيرِ بِلادِهِم أخَذوا بِغَيرِ أخلاقِهِم.
وإنّي لَستُ أخافُ مِن قُرَيشٍ إلاّ ثَلاثَةً: حُسَينَ بنَ عَلِيٍّ، وعَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ، وعَبدَ اللّهِ بنَ الزُّبَيرِ.