211
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

۳ / ۵

وَصِيَّةُ مُعاوِيَةَ لِيَزيدَ لَمّا حَضَرَهُ المَوتُ

۲۱۱.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة): لَمّا حُضِرَ مُعاوِيَةُ، دَعا يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ فَأَوصاهُ بِما أوصاهُ بِهِ، وقالَ:
اُنظُر حُسَينَ بنَ عَلِيِّ بنِ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ فَإِنَّهُ أحَبُّ النّاسِ إلَى النّاسِ، فَصِل رَحِمَهُ وَارفُق بِهِ يَصلُح لَكَ أمرُهُ، فَإِن يَكُ مِنهُ شَيءٌ فَإِنّي أرجو أن يَكفِيَكَهُ اللّه‏ُ بِمَن قَتَلَ أباهُ وخَذَلَ أخاهُ.۱

۲۱۲.تاريخ الطبري عن عوانة: إنَّ مُعاوِيَةَ لَمّا حَضَرَهُ المَوتُ ـ وذلِكَ في سَنَةِ سِتّينَ ـ وكانَ يَزيدُ غائِبا، فَدَعا بِالضَّحّاكِ بنِ قَيسٍ الفِهرِيِّ وكانَ صاحِبَ شُرطَتِهِ ومُسلِمِ بنِ عُقبَةَ المُرِّيِّ، فَأَوصى إلَيهِما، فَقالَ: بَلِّغا يَزيدَ وَصِيَّتي: اُنظُر أهلَ الحِجازِ فَإِنَّهُم أصلُكَ، فَأَكرِم مَن قَدِمَ عَلَيكَ مِنهُم وتَعاهَد مَن غابَ.
وَانظُر أهلَ العِراقِ، فَإِن سَأَلوكَ أن تَعزِلَ عَنهُم كُلَّ يَومٍ عامِلاً فَافعَل، فَإِنَّ عَزلَ عامِلٍ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن تُشهَرَ عَلَيكَ مِئَةُ ألفِ سَيفٍ.
وَانظُر أهلَ الشّامِ فَليَكونوا بِطانَتَكَ وعَيبَتَكَ۲، فَإِن نابَكَ شَيءٌ مِن عَدُوِّكَ فَانتَصِر بِهِم، فَإِذا أصَبتَهُم فَاردُد أهلَ الشّامِ إلى بِلادِهِم ؛ فَإِنَّهُم إن أقاموا بِغَيرِ بِلادِهِم أخَذوا بِغَيرِ أخلاقِهِم.
وإنّي لَستُ أخافُ مِن قُرَيشٍ إلاّ ثَلاثَةً: حُسَينَ بنَ عَلِيٍّ، وعَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ، وعَبدَ اللّهِ بنَ الزُّبَيرِ.

1.. الطبقات الكبرى الطبقة الخامسة من الصحابة : ج ۱ ص ۴۴۱ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۴ .

2.. عَيبتي : أي خاصّتي وموضع سرّي . والعرب تكنّي عن القلوب والصدور بالعياب ؛ لأنّها مستودع السرائر ، كما أنّ العيابَ مستودع الثياب النهاية : ج ۳ ص ۳۲۷ «عيب» .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
210

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، هذا ما عَهِدَهُ مُعاوِيَةُ بنُ أبي سُفيانَ أميرُ المُؤمِنينَ إلَى ابنِهِ يَزيدَ، أنَّهُ قَد بايَعَهُ وعَهِدَ إلَيهِ، وجَعَلَ لَهُ الخِلافَةَ مِن بَعدِهِ، وأمَرَهُ بِالرَّعِيَّةِ وَالقِيامِ بِهِم وَالإِحسانِ إلَيهِم، وقَد سَمّاهُ «أميرَ المُؤمِنينَ»، وأمَرَهُ أن يَسيرَ بِسيرَةِ أهلِ العَدلِ وَالإِنصافِ، وأن يُعاقِبَ عَلَى الجُرمِ، ويُجازِيَ عَلَى الإِحسانِ، وأن يَحفَظَ هذَا الحَيَّ مِن قُرَيشٍ خاصَّةً، وأن يُبعِدَ قاتِلِي الأَحِبَّةِ، وأن يُقَدِّمَ بَني اُمَيَّةَ وآلَ عَبدِ شَمسٍ عَلى بَني هاشِمٍ، وأن يُقَدِّمَ آلَ المَظلومِ المَقتولِ أميرِ المُؤمِنينَ عُثمانَ بنِ عَفّانَ عَلى آلِ أبي تُرابٍ وذُرِّيَّتِهِ.
فَمَن قُرِئَ عَلَيهِ هذَا الكِتابُ وقَبِلَهُ حَقَّ قَبولِهِ وبادَرَ إلى طاعَةِ أميرِهِ يَزيدِ بنِ مُعاوِيَةَ، فَمَرحَبا بِهِ وأهلاً، ومَن تَأَبّى عَلَيهِ وَامتَنَعَ، فَضَربَ الرِّقابِ أبَدا حَتّى يَرجِعَ الحَقُّ إلى أهلِهِ، وَالسَّلامُ عَلى مَن قُرِئَ عَلَيهِ وقَبِلَ كِتابي هذا.۱

۳ / ۴

كَلامُ الحَسَنِ البَصرِيِّ فِي استِخلافِ يَزيدَ

۲۱۰.تاريخ الطبري عن الحسن [البصري]: أربَعُ خِصالٍ كُنَّ في مُعاوِيَةَ، لَو لَم يَكُن فيهِ مِنهُنَّ إلاّ واحِدَةٌ لَكانَت موبِقَةً۲: اِنتِزاؤُهُ عَلى هذِهِ الاُمَّةِ بِالسُّفَهاءِ حَتَّى ابتَزَّها أمرَها بِغَيرِ مَشوَرَةٍ مِنهُم، وفيهِم بَقايَا الصَّحابَةِ وذَوُو الفَضيلَةِ، وَاستِخلافُهُ ابنَهُ بَعدَهُ سِكّيرا خِمّيرا، يَلبَسُ الحَريرَ ويَضرِبُ بِالطَّنابيرِ۳، وَادِّعاؤُهُ زِيادا، وقَد قالَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «الوَلَدُ لِلفِراشِ ولِلعاهِرِ الحَجَرُ» وقَتلُهُ حُجرا، وَيلاً لَهُ مِن حُجرٍ، مَرَّتَينِ !۴

1.. الفتوح : ج ۴ ص ۳۴۷ .

2.. الموبقات : الذنوب المهلكات النهاية : ج ۵ ص ۱۴۶ «وبق» .

3.. الطنبور : فارسي معرّب ، هو من آلات العزف راجع : الصحاح : ج ۲ ص ۷۲۶ «طنبر» .

4.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۲۷۹ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14830
صفحه از 895
پرینت  ارسال به