فَتَساقَطُ عَن جَوارِحِهِ الذُّنوبُ ، فَإِذَا استَقبَلَ (اللَّهَ) بِوَجهِهِ وقَلبِهِ لَم يَنفَتِل عَن صَلاتِهِ وعَلَيهِ مِن ذُنوبِهِ شَيءٌ كَما وَلَدتهُ اُمُّهُ ، فَإِن أصابَ شَيئاً بَينَ الصَّلاتَينِ كانَ لَهُ مِثلُ ذلِكَ حَتّى عَدَّ الصَّلَواتِ الخَمسَ. ثُمَّ قالَ: يا عَلِيُّ إنَّما مَنزِلَةُ الصَّلَواتِ الخَمسِ لِاُمَّتي كَنَهرٍ جارٍ عَلى بابِ أحَدِكُم ، فَما ظَنُّ أحَدِكُم لَو كانَ في جَسَدِهِ دَرَنٌ۱ثُمَّ اغتَسَلَ في ذلِكَ النَّهرِ خَمسَ مَرّاتٍ فِي اليَومِ ، أكانَ يَبقى في جَسَدِهِ دَرَنٌ؟ فَكَذلِكَ وَاللَّهِ الصَّلَواتُ الخَمسُ لِاُمَّتي . ۲
نكتة
كما ورد في متن الروايات المذكورة ، فإنَّ كلّ واحدةٍ منها جاءت بآية اعتبرتها أرجى آية في القرآن . ولكن ، يجب الالتفات إلى أنّ سند أيٍّ منها لا يرقى إلى مستوى الإعتبار ، وإن كانت رواية العيّاشي تحظّى باعتبار نسبي أكبر .
وعلى أي حال ، إذا أذعنّا بصدور الروايات الثلاثة عن المعصوم عليه السلام فيجب القول بأنّ المقصود من «أرجى آية» في كلٍّ منها نِسبيٌّ . نعم ، إنَّ الجمع بينها على هذا النحو يبدو بعيداً .
۸۰۹. تفسير فرات عن حرب بن شريح البصري : قُلتُ لِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍ۳ : أيُّ آيَةٍ في كِتابِ اللَّهِ أرجى؟ قالَ: ما يَقولُ فيها قَومُكَ؟ قالَ: قُلتُ: يَقولونَ: « يَعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ » قالَ: لكِنّا أهلَ البَيتِ لا نَقولُ ذلِكَ ، قالَ: قُلتُ: فَأَيَّ شَيءٍ تَقولونَ فيها؟ قالَ: نَقولُ: « وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى » الشَّفاعَةُ وَاللَّهِ الشَّفاعَةُ ، وَاللَّهِ الشَّفاعَةُ . ۴
1.الدَّرَنُ : الوسخ (النهاية : ج ۲ ص ۱۱۵ «درن») .
2.تفسير العيّاشي: ج ۲ ص ۱۶۱ ح ۷۴ ، مجمع البيان: ج ۵ ص ۳۰۷ نحوه ، عوالي اللآلي: ج ۲ ص ۲۴ ح ۵۴ وفيه ذيله من «سمعت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله يقول» ، بحار الأنوار: ج ۸۲ ص ۲۲۰ ح ۴۱ .
3.هو محمّد ابن الحنفيّة .
4.تفسير فرات: ص ۵۷۱ ح ۷۳۴ ، مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۷۶۵ نحوه ، بحار الأنوار: ج ۸ ص ۵۷ ح ۷۲ ؛ حلية الأولياء: ج ۳ ص ۱۷۹ نحوه ، كنز العمّال: ج ۱۴ ص ۶۳۶ ح ۳۹۷۵۸ نقلاً عن ابن مردويه .