47
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

فَتَساقَطُ عَن جَوارِحِهِ الذُّنوبُ ، فَإِذَا استَقبَلَ (اللَّهَ) بِوَجهِهِ وقَلبِهِ لَم يَنفَتِل عَن صَلاتِهِ وعَلَيهِ مِن ذُنوبِهِ شَي‏ءٌ كَما وَلَدتهُ اُمُّهُ ، فَإِن أصابَ شَيئاً بَينَ الصَّلاتَينِ كانَ لَهُ مِثلُ ذلِكَ حَتّى‏ عَدَّ الصَّلَواتِ الخَمسَ. ثُمَّ قالَ: يا عَلِيُّ إنَّما مَنزِلَةُ الصَّلَواتِ الخَمسِ لِاُمَّتي كَنَهرٍ جارٍ عَلى‏ بابِ أحَدِكُم ، فَما ظَنُّ أحَدِكُم لَو كانَ في جَسَدِهِ دَرَنٌ‏۱ثُمَّ اغتَسَلَ في ذلِكَ النَّهرِ خَمسَ مَرّاتٍ فِي اليَومِ ، أكانَ يَبقى‏ في جَسَدِهِ دَرَنٌ؟ فَكَذلِكَ وَاللَّهِ الصَّلَواتُ الخَمسُ لِاُمَّتي . ۲

نكتة

كما ورد في متن الروايات المذكورة ، فإنَّ كلّ واحدةٍ منها جاءت بآية اعتبرتها أرجى‏ آية في القرآن . ولكن ، يجب الالتفات إلى‏ أنّ سند أيٍّ منها لا يرقى‏ إلى‏ مستوى‏ الإعتبار ، وإن كانت رواية العيّاشي تحظّى‏ باعتبار نسبي أكبر .

وعلى‏ أي حال ، إذا أذعنّا بصدور الروايات الثلاثة عن المعصوم عليه السلام فيجب القول بأنّ المقصود من «أرجى‏ آية» في كلٍّ منها نِسبيٌّ . نعم ، إنَّ الجمع بينها على هذا النحو يبدو بعيداً .

۸۰۹. تفسير فرات عن حرب بن شريح البصري : قُلتُ لِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍ‏۳ : أيُّ آيَةٍ في كِتابِ اللَّهِ أرجى‏؟ قالَ: ما يَقولُ فيها قَومُكَ؟ قالَ: قُلتُ: يَقولونَ: « يَعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى‏ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ » قالَ: لكِنّا أهلَ البَيتِ لا نَقولُ ذلِكَ ، قالَ: قُلتُ: فَأَيَّ شَي‏ءٍ تَقولونَ فيها؟ قالَ: نَقولُ: « وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى‏ » الشَّفاعَةُ وَاللَّهِ الشَّفاعَةُ ، وَاللَّهِ الشَّفاعَةُ . ۴

1.الدَّرَنُ : الوسخ (النهاية : ج ۲ ص ۱۱۵ «درن») .

2.تفسير العيّاشي: ج ۲ ص ۱۶۱ ح ۷۴ ، مجمع البيان: ج ۵ ص ۳۰۷ نحوه ، عوالي اللآلي: ج ۲ ص ۲۴ ح ۵۴ وفيه ذيله من «سمعت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله يقول» ، بحار الأنوار: ج ۸۲ ص ۲۲۰ ح ۴۱ .

3.هو محمّد ابن الحنفيّة .

4.تفسير فرات: ص ۵۷۱ ح ۷۳۴ ، مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۷۶۵ نحوه ، بحار الأنوار: ج ۸ ص ۵۷ ح ۷۲ ؛ حلية الأولياء: ج ۳ ص ۱۷۹ نحوه ، كنز العمّال: ج ۱۴ ص ۶۳۶ ح ۳۹۷۵۸ نقلاً عن ابن مردويه .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
46

ورَواهُ الاُمَوِيُّ في مَغازيهِ وزادَ : فَرَكِبَ مُتَوَجِّهاً إلَى النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله فَماتَ فِي الطَّريقِ . قالَ: ويُقالُ: نَزَلَت فيهِ هذِهِ الآيَةُ : « وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ » الآيَةَ ۱ .۲

راجع : ج ۱ ص ۵۴۷ (ايمان عثمان بن مظعون) .

۴ / ۳

أرجى‏ آية من كتاب اللَّه‏

۸۰۷. رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : ما أنزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ آيَةً أرجى‏ مِن قَولِهِ: « وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى‏ »۳ قَد خَزَنَها لِاُمَّتي يَومَ القِيامَةِ .۴

۸۰۸. تفسير العيّاشي عن أبي حمزة الثمالي عن أحدهما عليهما السلام : إنَّ عَلِيّاً عليه السلام أقبَلَ عَلَى النّاسِ فَقالَ: أيُّ آيَةٍ في كِتابِ اللَّهِ أرجى‏ عِندَكُم؟ فَقالَ بَعضُهُم: « إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَ لِكَ لِمَن يَشَاءُ »۵ قالَ: حَسَنَةٌ ولَيسَت إيّاها ، فَقالَ بَعضُهُم: « يَعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى‏ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ »۶ قالَ: حَسَنَةٌ ولَيسَت إيّاها ، وقالَ بَعضُهُم: « وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَحِشَةً أَوْظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ »۷ قالَ: حَسَنَةٌ ولَيسَت إيّاها ، قالَ: ثُمَّ أحجَمَ النّاسُ ، فَقالَ: ما لَكُم يا مَعشَرَ المُسلِمينَ؟ قالوا: لا وَاللَّهِ ما عِندَنا شَي‏ءٌ ، قالَ: سَمِعتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يَقولُ: أرجى‏ آيَةٍ في كِتابِ اللَّهِ: « وَ أَقِمِ الصَّلَوةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَ زُلَفًا مِّنَ الَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَتِ يُذْهِبْنَ السَّيَِّاتِ »۸ وقَرَأَ الآيَةَ كُلَّها ، وقالَ: يا عَلِيُّ ، وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ بَشيراً ونَذيراً ، إنَّ أحَدَكُم لَيَقومُ إلى‏ وُضوئِهِ

1.النساء: ۱۰۰ .

2.الدرّ المنثور: ج ۵ ص ۱۵۹ نقلاً عن البارودي وابن السكن وابن مندة وأبي نعيم في معرفة الصحابة .

3.الضحى : ۵ .

4.الفردوس: ج ۴ ص ۶۲ ح ۶۱۹۵ عن الإمام عليّ عليه السلام ، كنز العمّال: ج ۱ ص ۵۹۴ ح ۲۷۰۹ .

5.النساء: ۴۸ ، ۱۱۶ .

6.الزمر : ۵۳ .

7.آل عمران : ۱۳۵ .

8.هود : ۱۱۴ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34485
صفحه از 618
پرینت  ارسال به