إنَّهُ سُبحانَهُ يُقسِمُ بِخَلقِهِ، لِلتَّنبيهِ عَلى مَوضِعِ العِبرَةِ فيهِ، لأنَّ القَسَمَ يَدُلُّ عَلى عِظَمِ شَأنِ المُقسَمِ بِهِ .۱
والمقسم به في القرآن على قسمين: اللَّه - سبحانه - ومخلوقاته۲، وسنشير إليه اجمالاً فيما يلي:
أ - القسم باللَّه
ذكر في القرآن الكريم القسم باللَّه أو أفعاله والصفات الإلهية مرّات عديدة، وقسّمها الباحثون القرآنيّون إلى قسمين: القسم بالذات، والقسم بالصفات:
«تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ ».۳« فَوَ رَبِّ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ».۴
ب - القسم بصفات الملائكة وأفعالها
أقسم بالملائكة في أربعة مواضع من القرآن الكريم، وجاءت في أربع سور هي: الصافّات، المرسلات، النازعات، الذاريات:
« وَ الصَّافَّتِ صَفًّا ».۵« وَ الْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ».۶« وَ النَّازِعَاتِ غَرْقًا ».۷« فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ».۸
1.مجمع البيان: ج ۱۰ ص ۲۵۴.
2.البرهان في علوم القرآن: ج ۳ ص ۴۰، ۴۲؛ الإتقان في علوم القرآن: ج ۲ ص ۳۵۰ - ۳۵۱.
3.النحل: ۵۶.
4.الذاريات: ۲۳.
5.الصافّات: ۱، التبيان في تفسير القرآن: ج ۸ ص ۴۸۱.
6.المرسلات: ۱، تفسير الأصفي: ج ۲ ص ۱۳۹۰.
7.النازعات: ۱، تفسير الطبري: ج ۳۰ ص ۳۵.
8.الذاريات: ۴، تفسير الطبري: ج ۲۶ ص ۲۴۱؛ التبيان في تفسير القرآن: ج ۹ ص ۳۷۹.