بحيث إذا دُرست حقيقة المقسم به وآثاره وخصوصيّاته تتّضح صحّة المقسم عليه. والنتيجة أنّ أقسام القرآن هي بحدّ ذاتها حجّة ودليل، خلافاً للأقسام البشرية التي تكون في مقابل الحجّة والدليل، وعلى سبيل المثال فإنّ مطالعة القرآن الكريم الذي هو المقسم به في الآية السابقة۱ دليل وشاهد على النبيّ، وهو محمّد صلى اللّه عليه و آله ، وهو المقسم عليه.
وبعبارة اُخرى: يتبيّن من مطالعة القرآن والتدبّر فيه أنّ النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله كان صادقاً في ادّعاء النبوّة.۲
۲. حروف القسم وكلماته
إنّ الكلمات المستخدمة في القسم تميّز جملته عن الجمل الاُخرى، وهي متنوّعة في اللغات المختلفة. وتعدّ الواو، الباء، التاء، اللام۳، أيم، أم، أيمن۴وغيرها من أكثر ألفاظ القسم استعمالاً في اللغة العربية، حيث استعملت الواو من بينها على نطاق واسع في القرآن الكريم، مثل سورة الشمس التي تبدأ الآيات الخمس الاُولى منها بواو القسم:
«وَ الشَّمْسِ وَ ضُحَاهَا * وَ الْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَ النَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَ الَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَ السَّمَاءِ وَ مَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَ مَا طَحَاهَا * وَ نَفْسٍ وَ مَا سَوَّاهَا ».۵
۳. المقسم به
موضوع القسم أو المقسم به لفظ مقدّس وعزيز ومحترم عادة عند المُقْسِم؛ فقد قال الإمام الصادق عليه السلام :