457
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

أهمّ أقسامهم الجماعية.

۲. الخلفية البحثية

تقسّم مصادر الدراسات القرآنية إلى قسمين من حيث اُسلوب طرح مباحث القسم القرآني:

الأوّل: مصادر علوم القرآن التي تناولت موضوعات مثل ماهية الأقسام القرآنية وصيغتها وخصائصها وأنواعها. ومن هذا القبيل: كتاب البرهان في علوم القرآن لبدر الدين الزركشي (ت ۷۸۴ ق) الذي يعتبر الاُسلوب الثامن عشر من أساليب تأكيد الكلام هو القسم ويتناوله بالإيضاح‏۱، وكتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (ت‏۹۱۱ ق) الذي ذكر مبحث القسم في النوع السابع والستّين‏۲. ويمكن ذكر الكثير من الآثار الاُخرى في هذه لمجموعة.۳

الثاني: مصادر علم التفسير التي تناولت تفسير أقسام القرآن والآيات المتضمنّة لها، وبعض المباحث في ماهية القسم.

وهذه المجموعة من الآثار تنقسم بدورها إلى نوعين، الأوّل: كتب تفسير القرآن بنحو ترتيبي مثل مجمع البيان للطبرسي‏۴ (ت ۵۴۷ ق)، والتفسير الكبير للفخر الرازي‏۵ (ت ۶۰۶ ق)، وتفسير الميزان للعلّامة الطباطبائي‏۶ حيث درست أقسام

1.البرهان في علوم القرآن: ج ۳ ص ۴۰ - ۴۶.

2.الإتقان في علوم القرآن: ج ۲ ص ۳۵۰ - ۳۵۵.

3.على سبيل المثال، مباحث في علوم القرآن: ج ۴ ص ۲۲۷ - ۲۳۵؛ إعجاز بيانى قرآن: ص ۲۴۴.

4.مجمع البيان: ج ۲ ص ۴۲۴ - ۴۲۵ و ج ۴ ص ۲۲۶ و ج ۹ ص ۲۵۶.

5.تفسير الفخر الرازي: ج ۱۴ ص ۱۴۷ و ج ۲۶ ص ۱۱۷ - ۱۱۸ و ج ۲۷ ص ۲۳۹ و ج ۲۸ ص ۱۴۶ - ۱۹۴ و ۱۹۶.

6.الميزان في تفسير القرآن: ج ۱ ص ۲۲۴ - ۲۲۵ وج ۲۰ ص ۱۴۷ - ۱۴۸.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
456

ونتائج هذا التعريف هي:
۱. أنّ القسم أعلى درجات تأكيد الكلام.

۲. أنّ المقسم به كريم وشريف، ولولا ذلك لا يحدث تأكيد في الكلام.۱

خلفية القسم‏

۱. خلفية البحث‏

تفيد الشواهد التاريخية أنّ القسم كان شائعاً بين كلّ الشعوب، وله أهمّية مضاعفة في العصر القديم؛ لأسباب، منها: عدم شيوع الوثائق المكتوبة. وقد وصلتنا من الحضارة العيلامية ألواح حجرية (نقوش) يعود تاريخها إلى الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد سجّلت عليها بعض العقود القانونية، وضمّنت هذه العقود أسماء آلهتهم.۲ وشاع القسم في إيران القديمة حيث وصلتنا نصوص بعض الأقسام في ذلك العصر. ۳ ووجد القسم بين الشعوب الغربية منذ القدم في الاُمور المختلفة، ومن جملتها: الاُمور الدينية والقانونية، ونقلت المصادر التاريخية بعض نصوصهم القديمة في أداء القسم.۴

وكان عبدة الأصنام في الحجاز خلال العصر الجاهلي يقسمون بالأصنام من جملة ما يقسمون به.۵ وكان لأهالي الحجاز قبل الإسلام أقسام جماعية أيضاً، كانوا يتحالفون مع بعضهم البعض من خلالها، فكان حِلف المطيّبين وحلف الفضول‏۶، من

1.الميزان في تفسير القرآن: ص ۲۲۵.

2.إيران شهر: ج ۱ ص ۲۲۷.

3.«سوكند» ابراهيم بورداود، مجله مهر ايران، العددان ۵ - ۶، ص ۲۸۹ - ۲۹۰.

4.تاريخ تمدن، ويل ديورانت: ج ۲ ص ۲۸۷.

5.شواهد النبوة: ص ۱۴۷.

6.حلف الفضول: هو عهد يعقد بين عدّة أشخاص يحملون اسم «الفضل» أو «الفُضَيل»، لمنع الظلم والدفاع عن المظلومين ويكون هذا العهد من خلال القسم «الحلف». وقد تشكل هذا الحلف قبل الإسلام عندما كان النبيّ صلى اللّه عليه و آله في العشرين من عمره وقد أثنى عليه. وقدّمت تفسيرات اُخرى بشأن سبب تسميته بهذا الاسم. وحلف المطيّبين هو ميثاق عقدته طائفة من قريش من خلال غمس أيديهم في جفنة كبيرة مليئة بالطيب؛ كي ينصروا المظلوم ويعاملوا الناس بالعدل. وقد عقد هذا الحلف قبل حلف الفضول راجع: المحبر: ص ۱۶۷؛ المعارف: ص ۶۰۴ - ۶۰۵، الكامل في التاريخ: ج ۱ ص ۳۰۱؛ الطبقات الكبرى: ج ۱ ص ۱۲۸ - ۱۲۹؛ فتح الباري: ج ۱۰ - ص ۴۱۹؛ تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۱۷؛ المعارف: ص ۶۰۴.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34528
صفحه از 618
پرینت  ارسال به