بحث في القسم في القرآن ۱
«القَسَم» من مادّة «ق س م» بمعنى: الحصّة والسهم والنصيب، وعلى حدّ قول الراغب الأصفهاني فإنّ هذه الكلمة تعود من حيث المعنى إلى «القَسامة» قال:
وأصله من القَسامة: وهي أيمان تقسم على أولياء المقتول، ثمّ صار اسماً لكلّ حلف.۲
بذلك، فإنّ معنى القسمة والحصّة ملحوظ في القسم بمعنى: الحلف واليمين.۳
وذُكرت للقسم عدّة تعاريف في الاصطلاح، إلّا أنّ تعريف العلّامة الطباطبائي أكملها إذ قال في تعريفه:
إنّ قسم هو تقييد الخبر أو الإنشاء بشيء ذي شرافة وكرامة من حيث إنّه شريف أو كريم، فتبطل شرافته أو كرامته ببطلان النسبة الكلامية؛ فإن كان خبراً فببطلان صدقه، وإن كان إنشاءً - أمراً أو نهياً - فبعدم امتثال التكليف، فإذا قلت: لَعَمري إنّ زيداً قائم، فقد قيّدت صدق كلامك بشرافة عمرك وحياتك وعلّقتها عليه؛ بحيث لو كان حديثك كاذباً كان عمرك فاقداً للشرافة، وكذا إن قلت: اِفعل كذا وحياتي، أو قلت: اُقسمك بحياتي أن تفعل كذا، فقد قيّأت أمرك بشرف حياتك بحيث لو لم يأتمر مخاطبك لذهب بشرف حياتك وقيمة عمرك. ۴