45
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

عَلى‏ يَمينِهِ فِي الأَرضِ ، فَتَحَرَّفَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله عَن جَليسِهِ عُثمانَ إلى‏ حَيثُ وَضَعَ بَصَرَهُ ، وأخَذَ يُنغِضُ‏۱ رَأسَهُ كَأَنَّهُ يَستَفقِهُ ما يُقالُ لَهُ ، وَابنُ مَظعونٍ يَنظُرُ ، فَلَمّا قَضى‏ حاجَتَهُ وَاستَفقَهَ ما يُقالُ لَهُ ، شَخَصَ بَصَرُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله إلَى السَّماءِ كَما شَخَصَ أوَّلَ مَرَّةٍ ، فَأَتبَعَهُ بَصَرَهُ حَتّى‏ تَوارى‏ فِي السَّماءِ ، فَأَقبَلَ إلى‏ عُثمانَ بِجِلسَتِهِ الاُولى‏ .
قالَ: يا مُحَمَّدُ ! فيمَ كُنتُ اُجالِسُكَ وآتيكَ ، ما رَأَيتُكَ تَفعَلُ كَفِعلِكَ الغَداةَ! قالَ: وما رَأَيتَني فَعَلتُ؟ قالَ: رَأَيتُكَ تَشخَصُ بِبَصَرِكَ إلَى السَّماءِ ثُمَّ وَضَعتَهُ حَيثُ وَضَعتَهُ عَلى‏ يَمينِكَ فَتَحَرَّفتَ إلَيهِ وتَرَكتَني ، فَأَخَذتَ تُنغِضُ رَأسَكَ كَأَنَّكَ تَستَفقِهُ شَيئاً يُقالُ لَكَ ، قالَ: وفَطِنتَ لِذاكَ؟ قالَ عُثمانُ: نَعَم ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : أتاني رَسولُ اللَّهِ‏۲ آنِفاً وأنتَ جالِسٌ ، قالَ : رَسولُ اللَّهِ؟ قالَ: نَعَم ، قالَ : فَما قالَ لَكَ؟ قالَ: « إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَنِ وَ إِيتَاىِ ذِى الْقُرْبَى‏ وَ يَنْهَى‏ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَ الْبَغْىِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ » ، قالَ عُثمانُ: فَذلِكَ حينَ استَقَرَّ الإِيمانُ في قَلبي وأحبَبتُ مُحَمَّداً .۳

۸۰۶. الدرّ المنثور : قالَ عَبدُ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ : بَلَغَ أكتَمَ‏۴ بنَ صَيفِيٍّ مَخرَجُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَأَرادَ أن يَأتِيَهُ ، فَأَتى‏ قَومَهُ فَانتَدَبَ رَجُلَينِ فَأَتَيا رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَقالا: نَحنُ رُسُلُ أكتَمَ ، يَسأَلُكَ مَن أنتَ وما جِئتَ بِهِ؟ فَقالَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله : «أنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ ، عَبدُ اللَّهِ ورَسولُهُ» ثُمَّ تَلا عَلَيهِما هذِهِ الآيَةَ: « إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَنِ » إلى‏ « تَذَكَّرُونَ » ، قالا: رَدِّد عَلَينا هذَا القَولَ ، فَرَدَّدَهُ عَلَيهِما حَتّى‏ حَفِظاهُ ، فَأَتَيا أكتَمَ فَأَخبَراهُ.
فَلَمّا سَمِعَ الآيَةَ قالَ: إنّي أراهُ يَأمُرُ بِمَكارِمِ الأَخلاقِ ويَنهى‏ عَن مَلائِمِها ، فَكونوا في هذَا الأَمرِ رُؤَساءَ ، ولا تَكونوا فيهِ أذناباً.

1.يُنغِضُ رأسه : أي يحرِّكه ويميل إليه (النهاية : ج ۵ ص ۸۷ «نغض») .

2.المراد برسول اللَّه هنا هو جبرائيل عليه السلام .

3.مسند ابن حنبل: ج ۱ ص ۶۸۱ ح ۲۹۲۲ ، الأدب المفرد: ص ۲۶۳ ح ۸۹۳ المعجم الكبير: ج ۹ ص ۳۹ ح ۸۳۲۲ ، أسباب النزول: ص ۲۸۷ ح ۵۶۴ ، الطبقات الكبرى: ج ۱ ص ۱۷۴ كلّها نحوه؛ قصص الأنبياء : ص ۳۰۷ ح ۳۷۷ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۱۱۲ ح ۷۸ .

4.كذا في المصدر ، وفي أكثر المصادر : «أكثم» .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
44

بَل لِلمُسلِمينَ عامَّةً .۱

۴ / ۲

أجمع آية في القرآن‏

۸۰۳. المستدرك على الصحيحين عن عبداللَّه بن مسعود : إنَّ أجمَعَ آيَةٍ فِي القُرآنِ لِلخَيرِ وَالشَّرِّ في سورَةِ النَّحلِ : « إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَنِ وَ إِيتَاىِ ذِى الْقُرْبَى‏ وَ يَنْهَى‏ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَ الْبَغْىِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ »۲ .۳

۸۰۴. المعجم الكبير : قالَ شُتَيُر بنُ شَكَلٍ : حَدَّثنا عبدُاللَّهِ بنُ مَسعودٍ أنَّ أعظَمَ آيَةٍ في كِتابِ اللَّهِ : « اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ » إلى‏ آخِرِ الآيَةِ. فَقالَ مَسروقٌ: صَدَقتَ ، حَدَّثَنا عَبدُاللَّهِ : أنَّ أجمَعَ آيَةٍ في كِتابِ اللَّهِ: « إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَنِ » إلى‏ آخِرِ الآيَةِ ، قالَ مَسروقٌ: صَدَقتَ ، وحَدَّثَنا: أنَّ أكثَرَ أو أكبَرَ آيَةٍ في كِتابِ اللَّهِ فَرَحاً۴: « يَعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى‏ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ » إلى‏ آخِرِ الآيَةِ. فَقالَ مَسروقٌ: صَدَقتَ ، وحَدَّثَنا: أنَّ أشَدَّ آيَةٍ في كِتابِ اللَّهِ تَفويضاً: « وَ مَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ »۵إلى‏ آخِرِ الآيَةِ ، فَقالَ مَسروقٌ: صَدَقتَ . ۶

۸۰۵. مسند ابن حنبل عن عبد اللَّه بن عبّاس : بَينَما رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله بِفِناءِ بَيتِهِ بِمَكَّةَ جالِسُ، إذا مَرَّ بِهِ عُثمانُ بنُ مَظعونٍ ، فَكَشَّرَ إلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَقالَ لَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : ألا تَجلِسُ؟ قالَ: بَلى‏ ، قالَ: فَجَلَسَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله مُستَقبِلَهُ ، فَبَينَما هُوَ يُحَدِّثُهُ إذ شَخَصَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله بِبَصرِهِ إلَى السَّماءِ ، فَنَظَرَ ساعَةً إلَى السَّماءِ ، فَأَخَذَ يَضَعُ بَصَرَهُ حَتّى‏ وَضَعَهُ

1.تفسير الطبري : ج ۱۲ الجزء ۲۴ ص ۱۶ ، حسن الظنّ باللَّه لابن أبي الدنيا : ص ۶۵ ح ۶۶ ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۴۹۲ ح ۴۵۸۱ .

2.النحل: ۹۰ .

3.المستدرك على الصحيحين: ج ۲ ص ۳۸۸ ح ۳۳۵۸ .

4.هكذا في المصدر ، وفي المصادر الاُخرى : «فرجاً» ، وهو الأصوب .

5.الطلاق: ۲ و ۳ .

6.المعجم الكبير: ج ۹ ص ۱۳۳ ح ۸۶۵۹ وراجع: الأدب المفرد: ص ۱۴۸ ح ۴۸۹ والمصنّف لعبد الرزّاق: ج ۳ ص ۳۷۲ ح ۶۰۰۲ والدرّ المنثور: ج ۵ ص ۱۶۰ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34636
صفحه از 618
پرینت  ارسال به