445
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

أقسام أمثال القرآن‏

قسّم بعض العلماء أمثال القرآن إلى قسمين‏۱: أمثال ظاهرة، واُخرى كامنة، فالأمثال الظاهرة: هي الأمثال التي استخدمت فيها كلمة «المثل»، أو حرف التشبيه «الكاف»، ومن جملتها:
« مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِى اسْتَوْقَدَ نَارًا ».۲« وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَلُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمَْانُ مَاءً حَتَّى‏ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيًْا ».۳

والأمثال الكامنة: هي الأمثال التي لم ترد الإشارة فيها بصراحة في ظاهر العبارة إلى كونها أمثالاً۴، ولكن يمكن استخراج المثل من لبّ الكلام، مثل:
« وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِى خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الأَْيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ».۵

وقد اعتبر النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله هذه الآية مثلاً كامناً. والمراد من «البلد الطيّب»: القلب الطاهر للمؤمن، ومن «البلد الخبيث»: القلب الخبيث للإنسان الشرور والكافر.

وقسّم بعض العلماء التمثيل إلى ثلاثة أقسام: رمزي وقصصي وطبيعي، وذهبوا إلى أنّ التمثيلين: القصصي والطبيعي هما اللذان يتضمّنهما القرآن‏۶. والمراد من التمثيل الرمزي القصّص المذكورة علي بعضهم لسان الطيور والنباتات وحتّى الجمادات، حيث اعتبر بعضهم مثل قصّة النملة مع سليمان من هذا الباب، في حين أنّ مثل هذا التفسير يخالف صريح القرآن؛ لأنّ هذا الكتاب يعتبر قصصه مجموعة من الحقائق الغيبية التي لم يكن النبيّ صلى اللّه عليه و آله على علم بها أيضاً؛ وذلك استناداً إلى الآية:

1.راجع: البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۴۸۶؛ الإتقان في علوم القرآن: ج ۲ ص ۳۴۴.

2.البقرة: ۱۷.

3.النور: ۳۹.

4.راجع: البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۴۸۶.

5.الأعراف: ۵۸.

6.راجع: الأمثال في القرآن الكريم: ص ۱۹ - ۲۱.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
444

أمثال القرآن في الروايات‏

أولى الأئمّة أيضاً الأهمّية للتدبّر في الأمثال القرآنية، وأشاروا إليها في أقوالهم وأدعيتهم، فجاء في قول عن الإمام عليّ عليه السلام :
كِتابَ رَبِّكم فيكُم: مُبَيِّناً حَلالَهُ وحَرامَهُ ، وفَرائِضَهُ وفَضائِلَهُ وناسِخَهُ ومَنسوخَهُ ، ورُخَصَهُ وعَزائِمَهُ ، وخاصَّهُ وعامَّهُ ، وعِبَرَهُ وأمثالَهُ .۱

كما نقل عنه عليه السلام :
نَزَلَ القُرآنُ أَرباعاً: رُبُعٌ فِينا، وَ رُبُعٌ فِى عَدُوِّنا، وَ رُبُعٌ سُنَنٌ وَ الأَمثالٌ، وَ رُبُعٌ فَرائِضٌ وَ أَحكامٌ.۲

وجاء في رواية عن النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله :
إنَّ القُرآنَ نَزَلَ عَلى‏ خَمسَةِ وُجوهٍ: حَلالٍ وَ حَرامٍ وَ مُحكَمٍ وَ مُتَشابِهٍ وَ أَمثالٍ فَأعمَلوا بِالحَلالِ وَ دَعُوا الحَرامَ وَ اعْمَلوا بِالمُحكَمِ وَ دَعُوا المُتَشابِهَ وَ اعتَبِروا بِالأمثالِ .۳

وأشار الإمام الصادق عليه السلام في رواية له إلى فوائد أمثال القرآن قائلاً:
أَمثالُ القُرآنِ لَها فَوائِدٌ فَأَنعِمُوا النَّظَرَ وَ تَفَكَّروا فِى مَعانِيها وَ لا تَمُرُّوا بِها... .۴

وفي قول عن الإمام السجاد عليه السلام أنّه طلب من اللَّه فهم معاني أمثال القرآن، ورأى لها شأناً عظيماً.۵

وذكر مؤلّف رياض السالكين أنّ المراد من أمثال القرآن الآيات التي جاءت في ذكر أحوال الماضين، والصفات البعيدة وغير المعهودة، والقصص العجيبة.۶

1.راجع: ص ۲۴۰ ح ۱۴۴۶.

2.بحار الأنوار: ج ۲۴ ص ۳۰۵.

3.بحار الأنوار: ج ۸۹ ص ۱۸۶.

4.شرح اُصول الكافي: ج ۱۲ ص ۲۲۱؛ رياض السالكين: ص ۴۶۱.

5.راجع: الصحيفة السجّادية: ص ۱۹۶ (الدعاء ۱۰۹).

6.راجع: رياض السالكين: ص ۴۶۱.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34570
صفحه از 618
پرینت  ارسال به