وشمولية التمثيلات القرآنية وسعتها بحيث تشمل: الأشخاص، الأقوال، الأفكار، الأحداث التاريخية المختلفة، الروحيّات المختلفة للبشر، وغير ذلك، هي من الخصوصيّات المقتصرة على هذا الكتاب الإلهي. ومن الخصوصيّات الاُخرى للتمثيلات القرآنية: المقارنة بين المفاهيم المتعارضة والمتشابهة؛ لأنّ للارتباط بين المفاهيم دوراً مهمّاً في فهم الموضوعات وتعلّمها، مثل:
« مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَ الْأَصَمِّ وَ الْبَصِيرِ وَ السَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ».۱
ويعمد القرآن الكريم في كلّ موضع ذكر فيه المَثَل إلي ذكر المُمَثَّل بالبراهين العقلية قبل المثل أو بعده، ويذكر إلى جانبه مَثَلاً لتقريب المعنى من فهم الأشخاص متوسّطي الإدران، كأن يبيّن أحياناً المعرفة السامية للتوحيد الربوبي ببرهان التمانع وعلى شكل قياس استثنائي:
« لَوْ كَانَ فِيهِمَا ءَالِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ».۲
وقد يبيّنه في قالب مثل بسيط أحياناً نظير رجل مملوك لعدّة أسياد مختلفين يريد كلّ واحد منهم أن يستخدمه في عمل، فلا تصحّ مقارنته برجل له مولى واحد، فهما لا يتساويان أبداً:
« ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ».۳
وحصيلة ذلك البرهان العقلي وهذا المثل الحسّي: هي أنّ عالم الخلق إذا اُدير من قبل عدّة مدبّرين فسوف يختلّ نظامه.۴