وضوحاً وسلاسة وشمولاً۱. وعلى حدّ قول الجرجاني فإنّ التمثيل إذا دعم الكلام، أو حلّ التمثيل محلّ الكلام، وتحوّل من الصورة الأصلية إلى صورة المَثَل، فسوف تشمله الفخامة ويكتسب فضلاً يزيد من قيمته، ويوّجّح توقّده. وفضلاً عن ذلك، فإنّه يرفع قوّة الكلام، وسوف يكون له تأثير أكثر وأفضل في إثارة النفوس وجذب القلوب.۲
ورأى صدر المتألّهين أنّ الهدف الرئيس من التمثيل هو إيضاح المعنى المعقول، وإزالة الإبهام عن وجهه، وتقديم ذلك المعنى في صورة المشاهد والمحسوس؛ كي تسارع إلى تعزيزه قوّة الوهم من دون أن تسبّب الإرهاق لقوّة العقل؛ لأنّ عقل الإنسان لا يمكنه - مادام مقترناً بهذه القوى الحسّية - أن يدرك روح المعنى وجوهره من دون اقتران قوّة الوهم به وتصويرها.۳
ويذكر العلّامة الطباطبائي:
وهذا المعنى أعني اختلاف الافهام وعموم أمر الهداية مع ما عرفت من وجود التأويل للقرآن هو الموجب أن يساق البيانات مساق الأمثال وهو أن يتخذ ما يعرفه الانسان ويعهده ذهنه من المعاني فيبين به ما لا يعرفه لمناسبة ما بينهما.۴
وعلى حدّ قول الزمخشري، فإنّ المثل يميط اللثام عن المعاني المخفية، ويوضح الملاحظات المبهمة حتّى يبدو الأمر المتخيَّل وكأنّه أمر متحقّق، ويحلّ أمر وهمي محلّ أمر متيقَّن منه، ويتجلّى الغائب كالحاضر والشاهد؛ ولذلك فقد جاء الكثير من الأمثال في القرآن والكتب الإلهية الاُخرى، وجاء النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله والأنبياء الكبار الآخرون والعلماء بالكثير من الأمثلة.۵
وقال الفخر الرازي في التفسير الكبير: