بحث في أمثال القرآن ۱
تعتبر الأمثال من الخصوصيّات التعبيرية للقرآن، حيث وظّف هذا العنصر بأفضل ما يكون، وبين مفاهيمه السامية بمهارة في قالب التمثيل والتشبيه، ففي القرآن الكثير من المسائل العقلية ممّا لا يمكن لمعظم الناس فهمها، ومن جهة اُخرى فقد اعتاد الناس المحسوسات؛ ولذلك فقد بيّن اللَّه تعالى بعض المفاهيم العقلية السامية في قالب المثل كي يدركها عامّة الناس، كلّ على قدر إدراكه.
المثل لغة واصطلاحاً
الأمثال: جمع مَثَل۲ على وزن حَسَن، وهو صفة مشبّهة من مادة «م ث ل» بمعنى تشابه الشيئين في الصفات والخصائص۳. وتستعمل الكلمات: «المَثَل، المِثل، المثيل» - باختلاف معنوي يسير -۴ في الموضع الذي يكون فيه بين الشيئين شبه، أو مثليّة في الصفات والخصوصيّات الظاهرية والباطنية ۵. والأمثل: اسم تفضيل يستعمل عندما يكون للشيء ما يفوق ويفضل في وصف المثلية والشباهة، أو أن يكون نموذجاً بتعبير آخر۶. واستعمل المثل أحياناً بمعنى «النموذج» أيضاً. وفضلاً
1.كتب هذا البحث الاُستاذ الفاضل السيّد حامد علي زاده الموسوي.
2.مجمع البحرين: ج ۵ ص ۴۷۲؛ مادّة (مثل).
3.راجع: معجم مقاييس اللغة: ج ۵ ص ۲۹۶؛ التحقيق: ج ۱۱ ص ۲۵ مادّة «مثل».
4.الفروق اللغوية: ص ۴۸۰.
5.الكشّاف: ج ۱ ص ۷۲؛ البحر المحيط: ج ۱ ص ۱۲۲.
6.التحقيق: ج ۱۱ ص ۲۵ مادّة «مثل».