425
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ».۱« وَ جَدَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ».۲

۳. الجدال في اللَّه والنبيّ صلى اللّه عليه و آله

« وَ مِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِى اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ يَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَنٍ مَّرِيدٍ ».۳
« وَ مِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِى اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لَا هُدًى وَ لَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ * ثَانِىَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ».۴
« وَ الَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِى اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَ عَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ».۵

و تطرح هذه الآية موضوع مجادلة اليهود للمسلمين ، فقد كانوا يقولون : لقد آمنّا نحن و أنتم بنبوّة موسى عليه السلام ، و اختلافنا في نبوّة محمّد صلى اللّه عليه و آله ، فعليكم إذن أن تعتنقوا اليهودية.۶

وسرّ بطلان هذه الحجّة الجدلية أنّ اليهود كانوا يعتقدون كالمسلمين بأنّ سبب وجوب الإيمان بنبوّة موسى عليه السلام هي معجزاته الواضحة؛ وعلى هذا فإنّ على الجميع أن يؤمنوا بنبوّة النبيّ صلى اللّه عليه و آله ؛ لأنّه صلى اللّه عليه و آله كان صاحب معجزة هو أيضاً.۷

۴. الجدال في القيامة

« يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَ يَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِى السَّاعَةِ لَفِى ضَلَالٍ بَعِيدٍ ».۸

1.الكهف: ۵۶ - ۵۷.

2.غافر: ۵.

3.الحج: ۳.

4.الحج: ۸ - ۹.

5.الشورى: ۱۶.

6.تفسير الفخر الرازي: ج ۲۷ ص ۱۵۹، أيضاً راجع: مجمع البيان: ج ۹ ص ۴۴.

7.تفسير الفخر الرازي: ج ۳۷ ص ۱۵۹.

8.الشورى: ۱۸.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
424

وفي رواية عن الإمام الباقر عليه السلام ذكر المجادلون بالباطل بتعبير «أصحاب الخصومات»۱، وهو ما يمكن أن يكون مقتبساً من الآية ۵۸ من سورة الزخرف: « مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ». ونقل في رواية عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله قال:
لعن اللَّه المجادلين في دين اللَّه على لسان سبعين نبيّاً.۲

كما اعتبر الجدال الباطل في بعض الروايات سبب فساد اليقين‏۳، والوقوع في فخّ الزندقة والإلحاد۴ والرياء۵والشكّ‏۶ وإحباط العمل والهلاك والابتعاد عن اللَّه.۷

نماذج من الجدال الباطل‏

۱. جدال الكافرين في الآيات الإلهية

« إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِى آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِى صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَلِغِيهِ ».۸
« أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِى آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى‏ يُصْرَفُونَ ».۹

۲. الجدال على أساس الباطل‏

« وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَ اتَّخَذُوا آيَاتِى وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا * وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بَِايَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَ نَسِىَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى‏ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَ فِى ءَاذَانِهِمْ وَقْرًا وَ إِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى‏ فَلَن

1.سنن الدارمي: ج ۱ ص ۱۱۰ ح ۲۰۶.

2.كمال الدين: ص ۲۵۶ ج ۱، بحار الأنوار: ج ۳۶ ص ۲۲۷ ح ۳.

3.غرر الحكم: ج ۱ ص ۳۰۸ ح ۱۱۷.

4.الاعتقادات: ص ۴۳.

5.كشف الغمّة: ج ۳ ص ۱۴۰ - ۱۴۱، بحار الأنوار: ج ۷۵ ص ۸۱ ح ۷۱.

6.بحار الأنوار: ج ۲ ص ۱۳۸ ح ۴۹.

7.تحف العقول: ص ۳۰۹، بحار الأنوار: ج ۷۵ ص ۲۸۸ ح ۲.

8.غافر: ۵۶ .

9.غافر: ۶۹.

تعداد بازدید : 35261
صفحه از 618
پرینت  ارسال به