421
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

« فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ ... ».۱

الثالث: مجادلة موسى عليه السلام فرعون‏

هنالك الكثير من الآيات في القرآن موضوعها موسى عليه السلام ومناظرته ومحاجّته وجداله الأحسن مع فرعون، فعندما كلّفه اللَّه بأن يتوجّه إلى فرعون ويدعوه إلى الحقّ، فقد طلب عدّة أشياء من اللَّه كان من جملتها شرح الصدر وإطلاق اللسان:
« قَالَ رَبِ‏ّ اشْرَحْ لِى صَدْرِى * وَ يَسِّرْ لِى أَمْرِى * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِى * يَفْقَهُوا قَوْلِى ».۲

ويبدو من هذه الآيات أنّ الشخص المجادل يجب أن يتمتّع في الجدال الأحسن بانشراح الصدر والتحمّل، وأن يتحلّى ببيان عذب بعيد عن التعقيد والغموض؛ كي يتمّ التفهيم والفهم بنحو أفضل، ويمتاز الحقّ عن الباطل.

والخصوصية الاُخرى للمجادل: القول الليّن والسلوك المناسب الذي وردت الإشارة إليه في آية اُخرى:
« اذْهَبَا إِلَى‏ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى‏ * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى‏ ».۳

وقد جاءت مجادلاته عليه السلام مع فرعون في الآيات ۱۸ - ۳۷ من سورة الشعراء.

الرابع: مجادلات النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله

أ - مجادلة المشركين في نفي الشرك وعبادة الأوثان‏

إنّ التعبير ب « قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَ لَا نُسَْلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ »۴ في هذه الآيات هو نموذج واضح لحسن الأدب في المناظرة والجدال الأحسن، فهو يحثّ الخصم على

1.الأنبياء: ۵۸ - ۶۷.

2.طه: ۲۵ - ۲۸.

3.طه: ۴۳ - ۴۴.

4.سبأ: ۲۵.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
420

الثاني: مجادلات إبراهيم عليه السلام

أ - مجادلة آزر

« يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَ لَا يُبْصِرُ وَ لَا يُغْنِى عَنكَ شَيًْا ».۱

ب - مجادلة عبدة الأوثان‏

« إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِى أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ».۲
« إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ».۳

ج - مجادلة عبدة الكواكب‏

« فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ رَءَا كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّى فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْأَفِلِينَ * ... وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّى فِى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ».۴

د - مجادلة نمرود

« أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِى حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِى رَبِّهِ أَنْ ءَاتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّىَ الَّذِى يُحْيى وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيى وَ أُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِى بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ ».۵

ويستفاد من الاُسلوب الذي اتّبعه إبراهيم عليه السلام في هذه المجادلة: أنّ للمجادل الحقّ في أن ينتقل من حجّة إلى اُخرى‏۶. وجدير بالذكر أنّ مجادلته عليه السلام في أجواء معابد الأصنام وتحطيم الأوثان ووضع الفأس على عاتق كبيرهم، هي أيضاً من نماذج الجدال الأحسن التي رسمت صورتها بشكل جميل في آيات سورة الأنبياء:

1.مريم: ۴۲ .

2.الأنبياء: ۵۲ - ۵۴.

3.الشعراء: ۷۰ - ۸۲.

4.الأنعام: ۷۶ - ۸۲.

5.البقرة: ۲۵۸.

6.الكشّاف: ج ۱ ص ۳۸۸؛ مجمع البيان: ج ۲ ص ۱۶۸.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34460
صفحه از 618
پرینت  ارسال به