« فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ ... ».۱
الثالث: مجادلة موسى عليه السلام فرعون
هنالك الكثير من الآيات في القرآن موضوعها موسى عليه السلام ومناظرته ومحاجّته وجداله الأحسن مع فرعون، فعندما كلّفه اللَّه بأن يتوجّه إلى فرعون ويدعوه إلى الحقّ، فقد طلب عدّة أشياء من اللَّه كان من جملتها شرح الصدر وإطلاق اللسان:
« قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِى صَدْرِى * وَ يَسِّرْ لِى أَمْرِى * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِى * يَفْقَهُوا قَوْلِى ».۲
ويبدو من هذه الآيات أنّ الشخص المجادل يجب أن يتمتّع في الجدال الأحسن بانشراح الصدر والتحمّل، وأن يتحلّى ببيان عذب بعيد عن التعقيد والغموض؛ كي يتمّ التفهيم والفهم بنحو أفضل، ويمتاز الحقّ عن الباطل.
والخصوصية الاُخرى للمجادل: القول الليّن والسلوك المناسب الذي وردت الإشارة إليه في آية اُخرى:
« اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ».۳
وقد جاءت مجادلاته عليه السلام مع فرعون في الآيات ۱۸ - ۳۷ من سورة الشعراء.
الرابع: مجادلات النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله
أ - مجادلة المشركين في نفي الشرك وعبادة الأوثان
إنّ التعبير ب « قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَ لَا نُسَْلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ »۴ في هذه الآيات هو نموذج واضح لحسن الأدب في المناظرة والجدال الأحسن، فهو يحثّ الخصم على