419
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

يُحْيِىَ الْمَوْتَى‏ ».۱
« فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى‏ رَجْعِهِ‏لَقَادِرٌ ».۲
« الَّذِى جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَ لَيْسَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى‏ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى‏ وَ هُوَ الْخَلَّقُ الْعَلِيمُ ».۳

۳. الجدال الأحسن مع منكري القرآن‏

قال سبحانه مخاطباً كفّار قريش الذين كانوا يعتبرون النبيّ صلى اللّه عليه و آله كاهناً وشاعراً ومجنوناً، وأنّ القرآن مختلق من عنده:
« فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ».۴

۴. الأنبياء والجدال الأحسن‏

يتمثّل القسم الآخر من براهين القرآن الجدلية المسمّاة بالجدل الأحسن، في حجج الأنبياء الجدلية حيث سنشير إلى عناوين إليك بعضها:

الأوّل: مجادلة نوح عليه السلام لقومه‏

جاءت معظم احتجاجات النبيّ نوح عليه السلام في قالب الجدال الأحسن. وقد استخدم أحياناً اُسلوب الموعظة والحكمة (البرهان) أيضاً۵. وتبيّن الآيات ۲۵ - ۳۳ من سورة هود، مجادلته عليه السلام .

1.القيامة: ۳۶ - ۴۰.

2.الطارق: ۵ - ۸.

3.يس: ۸۰ - ۸۱.

4.الطور: ۳۴.

5.راجع: التبيان في تفسير القرآن: ج ۵ ص ۴۷۲ - ۴۷۳، الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۰ ص ۱۹۸.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
418

وباطنه كالأصنام التي لا تتّصف بأيّ صفة من هذه الصفات؟ قطعاً ليس كذلك، فلماذا تجعلون الأصنام للَّه أنداداً وتخضعون أمامها؟ هلّا تعوا وتقبلوا الحقّ:
« أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * وَ إِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَ مَا تُعْلِنُونَ * وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيًْا وَ هُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَ مَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ * إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْأَخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ » .۱

ففي الآيات السابقة يدين اللَّه الكافرين بوضوح وبالجدال الأحسن، ويبطل عباداتهم وشركهم، ولا يحتاج الكافرون لقبولها إلّا إلى الاُمور التي كانوا يعرفونها من قبل، ولكنّهم كانوا غافلين.

ويقول في جانب آخر:
« أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيًْا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلآَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ * وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى‏ لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَمِتُونَ * إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ». ۲

۲. الجدال الأحسن مع منكري المعاد

كما نزل الكثير من الآيات في قالب الجدال الأحسن، وهي تخاطب منكري المعاد:
« أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِىٍ‏ّ يُمْنَى‏ * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى‏ * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنثَى‏ * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى‏ أَن

1.النحل: ۱۷ - ۲۲.

2.الأعراف: ۱۹۱ - ۱۹۵.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34425
صفحه از 618
پرینت  ارسال به