« وَ جَدِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ».۱
« وَ لَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ».۲
ويستفاد من مجموع آيات القرآن الكريم أنّ الجدال بالتي هي أحسن: هو اُسلوب الأنبياء عليهم السلام في الدعوة إلى سبيل اللَّه. واستناداً إلى الآيتين ۳و۸ من سورة الحجّ، فإنّ الجدال الأحسن يجب أن يكون عن وعي؛ لأنّ الجدال على أساس العلم يؤدّي إلى الاعتقاد بالحقّ، والجدال بدون علم ينتهي إلى الاعتقاد بالباطل.۳
كما رغّبت روايات أهل البيت عليهم السلام بالجدال بالتي هي أحسن، فقد جاء في الحكم المنسوبة إلى أمير المؤمنين عليّ عليه السلام :
مُروا الأحداث بالمراء والجدال.۴
وفي التفسير المنسوب إلي الإمام العسكري عليه السلام عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه ذُكر عنده الجدال في الدين، وأنّ رسول اللَّه والأئمّة عليهم السلام قد نَهَوا عنه، فقال عليه السلام :
لم ينهَ عنه مطلقاً، ولكنّه نهي عن الجدال بغير التي هي أحسن، أما تسمعون اللَّه عزوجل يقول: « وَ لَا تُجَدِلُواْ أَهْلَ الْكِتَبِ إِلَّا بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ »، وقوله تعالى: « ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جَدِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ». فالجدال بالتي هي أحسن قد قرنه،۵ العلماء بالدين، والجدال بغير التي هي أحسن محرّم حرّمه اللَّه تعالى على شيعتنا، وكيف يحرم اللَّه الجدال جملة وهو يقول: « وَ قَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى »، وقال اللَّه تعالى: « تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ »۶؟ فجعل علم الصدوق والإيمان بالبرهان، وهل يؤتي بالبرهان إلّا في الجدال بالتي هي أحسن؟