والكمال، وفي الجدال التحقير وقهر الطرف المقابل؛ والجدال في المسائل العلمية والمراء أعم منه؛ والمراء له طابع دفاعي والجدال أعم منه.۱
ويمكن اعتبار المعنى الاصطلاحي للجدل مأخوذاً من المعنى اللغوي «الطرح أرضاً»، أي: كأنّ المجادل يتغلّب على منافسه ويطرحه أرضاً؛ كما يمكن إحالته إلى معنى «فتل الحبل»، أي: إنّ المجادل يلوي الخصم ويحوله دون رأيه.۲
ومن المفيد ذكره أنّ الجَدَل ومشتقّاته وردت ۲۹ مرّة في القرآن، واستعملت في معاني مجادلة الحقّ والباطل والدفاع. وقد استعملت معظم المعاني القرآنية للجدل في الذمّ.
الجَدَل في اصطلاح المنطق
الجدل في اصطلاح علماء المنطق: صناعة علمية تتحصّل منها القدرة على إقامة الحجّة على كلّ مطلوب من المقدّمات المسلّم بها. وللجدل بهذا المعنى مفهومان:
۱. مطلق وكلّي يستعمل في كلّ العلوم.
۲. خاصّ يكون المراد منه أحد أقسام صناعات المنطق الخمس: (البرهان، الخطابة، المغالطة، الشعر، الجدل) ومن أقسام القياس.
والجدل أو القياس الجدلي في المنطق: قياس مؤلّف من المشهورات والمسلّمات، والغرض منه إلزام الخصم و إ فحام الشخص القاصر عن إدراك مقدّمات البرهان.
والمشهورات: هي القضايا التي اشتهرت بين الناس وقبلها الجميع أو معظم الناس أو مجموعة من العقلاء. والقضايا المشهورة على قسمين: بالمعنى الأعمّ والمعنى الأخصّ، وقد جاء إيضاحها في علم المنطق.۳