هذه الحالة إن كان ضرب القرآن بالقرآن بمعنى الاستخفاف به والإساءة إلى مكانته، فإنّه كفر وإنكار، وإلّا فإنّه كفر بالنعمة وترك الأدب.۱
۲ - ضرب القرآن بالقرآن هو إعمال الآراء الشخصية في المجمل، والمؤوّل، والمطلق، والعام، والمجاز، والمتشابه والمعضلات، وملاحظات القرآن المعقّدة الاُخرى، والجمع بين الأخيرة وبين الآراء الخيالية والأفكار المنتحلة، ومن ثمّ استنباط بعض الأحكام منه، والعمل والفتوى على أساسها، من دون أن يصلنا مستند صحيح وكلام واضح من أهل الذكر عليه السلام في هذا المجال۲؛ ولذلك فقد اعتبر بعضهم ضرب القرآن بالقرآن من مصاديق التفسير بالرأي.۳
۳ - كما يرى بعض العلماء أنّ ضرب القرآن بالقرآن هو الخلط بين الآيات والإضرار بالتناسب والانسجام بينها بطريقة تخلّ بمعانيها وأعراضها من خلال تجاهل الخاصّ والعامّ، والمطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، واستعمال آية من دون الالتفات إلى مكانتها وعلاقتها بما قبلها وما بعدها۴، وما مشابه ذلك.
وفي بعض المواضع يكون الخلط بين الآيات بنحو يصبح فيه الحلال حراماً والحرام حلالاً، أو الآية الواضحة والمحكمة آية مبهمة ومتشابهة.۵
۴ - اعتبر عدد من الباحثين في مجال الحديث ضرب القرآن بالقرآن بمعنى تفسير الآية بمساعدة آية اُخرى؛ ولذلك فإنّهم لم يجيزوا تفسير القرآن بالقرآن ونهوا عنه.۶
1.شرح اُصول الكافي للمازندراني: ج ۲ ص ۷۲، ج ۱۱ ص ۸۳.
2.شرح اُصول الكافي للمازندراني: ج ۱۱ ص ۸۳.
3.البرهان في علوم القرآن: ج ۱، ص ۴۲، تفسير العياشي: ج ۱ ص ۱۸، منية المريد: ص ۳۶۹.
4.الميزان في تفسير القرآن: ج ۳ ص ۸۳، صراط النجاة، ج ۲ ص ۴۴۹، قرآن در قرآن: ص ۳۹۶.
5.المجازات النبوية: ص ۳۶۱.
6.الحدائق: ج ۶ ص ۳۵۵، شرح اُصول الكافي للمازندراني: ج ۱۱ ص ۸۳، بحار الأنوار: ج ۸۹ ص ۳۹.