399
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

ما ضَرَبَ رَجُلٌ القُرآنَ بَعضَهُ بِبَعضٍ إلّا كَفَرَ .۱

ونقلت هذه الرواية في مصادر أحاديث الشيعة بطرق مختلفة.۲

واستناداً إلى رواية اُخرى، فقد تطرّق الإمام الصادق عليه السلام إلى بيان انحراف الاُمّة الإسلامية بعد النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، وأوضح سرّ هذا الانحراف قائلاً:
وَذلكَ أنَّهُم ضَربَوا القُرآنِ بِبَعضٍ وَاحتَجّوا بِالمَنسوخِ وهُم يَظُنّونَ أنَّهُ النّاسِخُ ، وَاحتَجّوا بِالخاصِّ وهُم يُقَدِّرونَ أنَّهُ العامُّ وَاحتَجّوا بِأَوَّلِ الآيَةِ وتَرَكُوا السُّنَّةَ في تَأويلِها ، ولَم يَنظُروا إلى‏ ما يَفتَحُ الكَلامَ وإلى‏ ما يَختِمُهُ ، ولَم يَعرِفوا مَوارِدَهُ ومَصادِرَهُ ؛ إذ لَم يَأخُذوهُ عَن أهلِهِ ، فَضَلّوا وأضَلّوا .۳

وشبّه ضرب القرآن بالقرآن - في بعض الروايات - بعمل اليهود والنصارى والاقتداء بهم في كيفية تعاملهم مع الكتب الإلهية:
... إنّما هَلَكَ مَنْ كانَ قَبلَكُم بِأشباهِ هذا؛ ضَرَبوا كِتابَ اللَّهِ بَعضَهُ بِبَعضٍ ... .۴

ووردت الإشارة في مصادر الحديث إلى نماذج من ضرب القرآن بالقرآن حدثت عمداً أو جهلاً.۵

دراسة الآراء

للعلماء المسلمين آراء مختلفة في بيان معنى هذه الروايات وسبب النهي عن هذا، والكلام فيها كما يلي: نوع التعامل مع القرآن:

۱ - اعتبر بعض الباحثين ضرب القرآن بالقرآن بمعنى الإخلال بالمصحف. وفي

1.راجع: ص ۳۹۴ ح ۱۷۷۰.

2.الكافي: ج ۲ ص ۶۳۲، معاني الأخبار: ص ۱۹۰.

3.راجع: ص ۳۹۵ ح ۱۷۷۳.

4.مجمع الزوائد : ج ۷ ص ۲۰۲، مسند أبي يعلى : ج ۵ ص ۴۲۹ ؛ مجمع البيان : ج ۲ ص ۳۲۹، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۷۱.

5.التوحيد: ص ۲۵۵ - ۲۶۵.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
398

وتكذيب بعض الآيات بواسطة بعضها الآخر عمداً أو جهلاً.

روايات ضرب القرآن بالقرآن‏

تفيد إحدى الروايات بأنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله سمع أنّ طائفة تنازعت بواسطة القرآن وكذّب بعضهم بعضاً، فقال صلى اللّه عليه و آله :
بِهَذَا ضَلَّتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ، بِاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ وَضَرْبِهِمِ الْكِتَابَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ لِتَضْرِبُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، وَلَكِنْ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَاعْمَلُوا بِهِ، وَمَا تَشَابَهَ عليكم فَآمِنُوا بِهِ .۱

وينقل أحمد بن حنبل - بشي‏ء من الاختلاف - كلام النبيّ صلى اللّه عليه و آله هكذا:
إنّما هَلَكَ مَنْ كانَ قَبلَكُم بِهذا؛ ضَرَبوا كِتابَ اللَّهِ بَعضَهُ بِبَعضٍ وَ إنّما نَزَلَ كِتابُ اللَّهِ يُصَدِّقُ بَعضُهُ بَعضاً، فَلاتُكَذِّبوا بَعضَهُ بِبَعضٍ، فَما عَلِمتُم مِنهُ فَقولوا ، وَ ما جَهِلتُم فَكِلوهُ إلَى عالِمِهِ .۲

وقد روى أحمد في مسنده هذه القضية بأسانيد مختلفة وباختلاف طفيف‏۳. وتفيد بعض الروايات بأنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله قال ذلك عندما كان الأصحاب يتنازعون في موضوع القَدَر:
خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله عَلى‏ أصحابِهِ وهُم يَختَصِمونَ فِي القَدَرِ ... .۴

وقد جمع ابن كثير في تفسيره روايات ضرب القرآن بالقرآن الواردة بأسانيد مختلفة.۵

كما جاء موضوع ضرب القرآن بالقرآن في روايات الشيعة، فقد نقل الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه عليه السلام أنّه قال:

1.الطبقات الكبرى: ج ۴ ص ۱۹۲.

2.مسند ابن حنبل: ج ۲ ص ۶۱۱ ح ۶۷۵۳، المعجم الأوسط: ج ۳ ص ۲۲۷ ح ۲۹۹۵.

3.مسند ابن حنبل: ج ۲ ص ۵۹۴ ح ۶۶۸۰ و ص ۶۳۲ ح ۶۸۶۰.

4.راجع: ص ۳۹۴ ح ۱۷۷۱.

5.تفسير ابن كثير: ج ۱ ص ۵۴۲.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34610
صفحه از 618
پرینت  ارسال به