395
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

قالَ - : فَجَعَلَهُ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله عَلَماً باقِياً في أوصِيائِهِ ، فَتَرَكَهُمُ النّاسُ ، وهُمُ الشُّهَداءُ عَلى‏ أهلِ كُلِّ زَمانٍ ، حَتّى‏ عانَدوا مَن أظهَرَ وِلايَةَ وُلاةِ الأَمرِ ، وطَلَبَ عُلومَهُم‏۱ . وذلِكَ أنَّهُم ضَرَبُوا القُرآنَ بَعضَهُ بِبَعضٍ ، وَاحتَجّوا بِالمَنسوخِ وهُم يَظُنّونَ أنَّهُ النّاسِخُ ، وَاحتَجّوا بِالخاصِّ وهُم يُقَدِّرونَ أنَّهُ العامُّ وَاحتَجّوا بِأَوَّلِ الآيَةِ وتَرَكُوا السُّنَّةَ في تَأويلِها ، ولَم يَنظُروا إلى‏ ما يَفتَحُ الكَلامَ وإلى‏ ما يَختِمُهُ ، ولَم يَعرِفوا مَوارِدَهُ ومَصادِرَهُ ؛ إذ لَم يَأخُذوهُ عَن أهلِهِ ، فَضَلّوا وأضَلّوا .
ثُمَّ ذَكَرَ عليه السلام كَلاماً طَويلاً في تَقسيمِ القُرآنِ إلى‏ أقسامٍ وفُنونٍ ووُجوهٍ ، تَزيدُ عَلى‏ مِئَةٍ و عَشَرَةٍ - إلى‏ أن قالَ عليه السلام - : وهذا دَليلٌ واضِحٌ عَلى‏ أنَّ كَلامَ الباري سُبحانَهُ لا يُشبِهُ كَلامَ الخَلقِ ، كَما لا تُشبِهُ أفعالُهُ أفعالَهُم ، ولِهذِهِ العِلَّةِ وأشباهِها لا يَبلُغُ أحَدٌ كُنهَ مَعنى‏ حَقيقَةِ تَفسيرِ كِتابِ اللَّهِ تَعالى‏ ، إلّا نَبِيُّهُ وأوصِياؤُهُ عليهم السلام - إلى‏ أن قالَ - : ثُمَّ سَأَلوهُ عليه السلام عَن تَفسيرِ المُحكَمِ مِن كِتابِ اللَّهِ ، فَقالَ: أمَّا المُحكَمُ الَّذي لَم يَنسَخهُ شَي‏ءٌ فَقَولُهُ: « هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَبَ مِنْهُ ءَايَتٌ مُّحْكَمَتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَبِ وَأُخَرُ مُتَشَبِهَتٌ »۲ الآيَةَ . وإنَّما هَلَكَ النّاسُ فِي المُتَشابِهِ ؛ لِأَنَّهُم لَم يَقِفوا عَلى‏ مَعناهُ ، ولَم يَعرِفوا حَقيقَتَهُ ، فَوَضَعوا لَهُ تَأويلاً مِن عِندِ أنفُسِهِم بِآرائِهِم ، وَاستَغنَوا بِذلِكَ عَن مَسأَلَةِ الأَوصِياءِ ، ونَبَذوا قَولَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله وَراءَ ظُهورِهِم .۳

1.وفي بحار الأنوار : ج ۹۰ ص ۳ هنا زيادة : «قال اللَّه سبحانه : فنسوا حظاً ممّا ذكروا به ولا تزال تطّلع على خائنة منهم» .

2.آل عمران : ۷ .

3.وسائل الشيعة : ج ۱۸ ص ۱۴۷ ح ۳۳۵۷۰ نقلاً عن رسالة المحكم والمتشابه للسيّد المرتضى .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
394

بَعضُكُم رِقابَ بَعضٍ .۱

راجع : ص ۴۰۵ (الجدال في الدّين) .

ب - ضَربُ القُرآنِ بَعضَهُ بِبَعضٍ‏

۱۷۷۰. الإمام الباقر عليه السلام : ما ضَرَبَ رَجُلٌ القُرآنَ بَعضَهُ بِبَعضٍ إلّا كَفَرَ .۲

۱۷۷۱. سنن ابن ماجة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه : خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله عَلى‏ أصحابِهِ و هُم يَختَصِمونَ فِي القَدَرِ ، فَكَأَ نَّما يُفقَأُ في وَجهِهِ حُبَّ الرُّمّانِ مِنَ الغَضَبِ ، فَقالَ : بِهذا اُمِرتُم أو لِهذا خُلِقتُم ؟ تضَرِبونَ القُرآنَ بَعضَهُ بِبَعضٍ ! بِهذا هَلَكَتِ الاُمَمُ قَبلَكُم .۳

۱۷۷۲. تفسير الطبري عن أبي اُمامة : إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله خَرَجَ عَلَى النّاسِ وهُم يَتَنازَعونَ فِي القُرآنِ ، فَغَضِبَ غَضَباً شَديداً حَتّى‏ كَأَ نَّما صُبَّ عَلى‏ وَجهِهِ الخَلُّ .
ثُمَّ قالَ صلى اللّه عليه و آله : لا تَضرِبوا كِتابَ‏اللَّهِ بَعضَهُ بِبَعضٍ! فَإِنَّهُ ما ضَلَ‏قَومٌ قَطُّإلّا اُوتوا الجَدَلَ‏۴، ثُمَّ تَلا : « مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ »۵. ۶

۱۷۷۳. وسائل الشيعة عن إسماعيل بن جابر عن الإمام الصادق عليه السلام : إنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً ، فَخَتَمَ بِهِ الأَنبِياءَ ، فَلا نَبِيَّ بَعدَهُ ، وأنزَلَ عَلَيهِ كِتاباً ، فَخَتَمَ بِهِ الكُتُبَ ، فَلا كِتابَ بَعدَهُ - إلى‏ أن

1.المعجم‏الكبير : ج ۶ ص ۳۷ ح ۵۴۴۲ ، الترغيب والترهيب : ج ۱ ص ۱۳۲ ح ۴ ، وراجع : سنن ابن ماجة : ج ۱ ص ۳۳ ح ۸۵ ، مسند ابن حنبل : ج ۲ ص ۶۳۲ ح ۶۸۶۰ .

2.الكافي: ج ۲ ص ۶۳۲ ح ۱۷ وص ۶۳۳ ح ۲۵ ، ثواب الأعمال: ص ۳۲۹ ح ۱ ، معاني الأخبار: ص ۱۹۰ ح ۱ ، المحاسن: ج ۱ ص ۳۳۵ ح ۶۸۳ كلّها عن القاسم بن سليمان عن الإمام الصادق عليه السلام ، تفسير العيّاشي: ج ۱ ص ۱۸ ح ۲ عن المعمر بن سليمان عن الإمام الصادق عنه عليهما السلام ، بحار الأنوار: ج ۹۲ ص ۳۹ ح ۱ .

3.سنن ابن ماجة : ج ۱ ص ۳۳ ح ۸۵ ، مسند ابن حنبل : ج ۲ ص ۵۹۴ ح ۶۶۸۰ و ص ۶۳۲ ح ۶۸۶۰ ، المعجم الأوسط : ج ۵ ص ۳۰۲ ح ۵۳۷۸ عن عبد اللَّه بن عمرو وكلاهما نحوه ، كنز العمّال : ج ۱ ص ۱۹۳ ح ۹۷۷ .

4.الجِدَالُ : المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۱۸۹ «جدل») .

5.الزخرف : ۵۸ .

6.تفسير الطبري : ج ۱۳ الجزء ۲۵ ص ۸۸ ، تفسير ابن كثير : ج ۷ ص ۲۲۲ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34566
صفحه از 618
پرینت  ارسال به