361
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

بِها؟ وعَلى‏ ما اُجاهِدُ بَعدَكَ؟ فَقالَ لي: إنَّكَ سَتُقاتِلُ بَعدِي النّاكِثَةَ وَالقاسِطَةَ وَالمارِقَةَ ، وجَلّاهُم وسَمّاهُم رَجُلاً رَجُلاً ، وتُجاهِدُ مِن اُمَّتي كُلَّ مَن خالَفَ القُرآنَ وسُنَّتي ، مِمَّن يَعمَلُ فِي الدّينِ بِالرَّأيِ ، ولا رَأيَ فِي الدّينِ ، إنَّما هُوَ أمرُ الرَّبِّ ونَهيُهُ .
فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ ، فَأَرشِدني إلَى الفَلجِ‏۱ عِندَ الخُصومَةِ يَومَ القِيامَةِ.
فَقالَ: نَعَم ، إذا كانَ ذلِكَ كَذلِكَ فَاقتَصِر عَلَى الهُدى‏ إذا قَومُكَ عَطَفُوا الهُدى‏ عَلَى الهَوى‏ ، وعَطَفُوا القُرآنَ عَلَى الرَّأيِ ، فَتَأَوَّلوهُ‏۲بِرَأيِهِم ، بِتَتَبُّعِ الحُجَجِ مِنَ القُرآنِ لِمُشَتَهياتِ الأَشياءِ الطّارِيَةِ عِندَ الطُّمَأنينَةِ إلَى الدُّنيا ؛ فَاعطِف أنتَ الرَّأيَ عَلَى القُرآنِ ، وإذا قَومُكَ حَرَّفُوا الكَلِمَ عَن مَواضِعِهِ عِندَ الأَهواءِ السّاهِيَةِ ، وَالاُمَراءِ الطّاغِيَةِ ، وَالقادَةِ النّاكِثَةِ ، وَالفِرقَةِ القاسِطَةِ ، وَالاُخرَى المارِقَةِ أهلِ الإِفكِ المُردي ، وَالهَوَى المُطغي ، وَالشُّبهَةِ الخالِفَةِ۳ ، ولا تَنكُلَنَّ عَن فَضلِ العاقِبَةِ ؛ فَإِنَّ العاقِبَةَ لِلمُتَّقينَ .۴

۱۶۹۶. الإمام عليّ عليه السلام : كَم مِن ضَلالَةٍ زُخرِفَت بِآيَةٍ مِن كِتابِ اللَّهِ ، كَما يُزَخرَفُ الدِّرهَمُ النُّحاسُ بِالفِضَّةِ المُمَوَّهَةِ .۵

۱۶۹۷. عنه عليه السلام - في كِتابِهِ إلى‏ مُعاوِيَةَ - : ولَسنا لِلدُّنيا خُلِقنا ، ولا بِالسَّعيِ فيها اُمِرنا ، وإنَّما وُضِعنا فيها لَنُبتَلى‏ بِها ، وقَدِ ابتَلانِيَ اللَّهُ بِكَ وَابتَلاكَ بي ، فَجَعَلَ أحَدَنا حُجَّةً عَلَى الآخَرِ ، فَعَدَوتَ عَلَى الدُّنيا بِتَأويلِ القُرآنِ .۶

1.الفَلَج : الظفر والفوز (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۰۳ «فلج») .

2.في الطبعة المعتمدة : «فيتأوّلوه» ، والتصويب من طبعة دار النعمان - النجف الأشرف .

3.في بحار الأنوار وكنز العمّال : «الحالقة» بدل «الخالفة» ، وهي الأنسب .

4.الاحتجاج: ج ۱ ص ۴۶۳ ح ۱۰۷ ؛ كنز العمّال: ج ۱۶ ص ۱۹۴ ح ۴۴۲۱۶ نقلاً عن وكيع عن يحيى بن عبداللَّه بن الحسن عن أبيه .

5.غرر الحكم: ج ۴ ص ۵۵۵ ح ۶۹۶۹ ، المحاسن : ج ۱ ص ۳۵۹ ح ۷۶۹ عن أبي مسعود المسيري رفعه عن عيسى عليه السلام .

6.نهج البلاغة: الكتاب ۵۵ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
360

۱۶۹۳. سنن الترمذي عن أسلم أبي عمران التجيبي : كُنّا بِمَدينَةِ الرّومِ ، فَأَخرَجوا إلَينا صَفّاً عَظيماً مَِن الرّومِ ، فَخَرَجَ إلَيهِم مِنَ المُسلِمينَ مِثلُهُم أو أكثَرُ ، وعَلى‏ أهلِ مِصرَ عُقبَةُ بنُ عامِرٍ ، وعَلَى الجَماعَةِ فَضالَةُ بنُ عُبَيدٍ ، فَحَمَلَ رَجُلٌ مِنَ المُسلِمينَ عَلى‏ صَفِّ الرّومِ حَتّى‏ دَخَلَ فيهِم ، فَصاحَ النّاسُ وقالوا: سُبحانَ اللَّهِ! يُلقي بِيَدَيهِ إلَى التَّهلُكَةِ .
فَقامَ أبو أيّوبَ فَقالَ: يا أيُّهَا النّاسُ ! إنَّكُم تَتَأَوَّلونَ هذِهِ الآيَةَ هذَا التَّأويلَ ، وإنَّما اُنزَِلت هذِهِ الآيَةُ فينا مَعشَرَ الأَنصارِ لَمّا أعَزَّ اللَّهُ الإِسلامَ ، وكَثُرَ ناصِروهُ ، فَقالَ بَعضُنا لِبَعضٍ سِرّاً دونَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : إنَّ أموالَنا قَد ضاعَت ، وإنَّ اللَّهَ قَد أعَزَّ الإِسلامَ وكَثُرَ ناصِروهُ ، فَلَو أقَمنا في أموالِنا فَأَصلَحنا ما ضاعَ مِنها. فَأَنزَلَ اللَّهُ عَلى‏ نَبِيِّهِ صلى اللّه عليه و آله يَرُدُّ عَلَينا ما قُلنا: « وَأَنفِقُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ »۱ فَكانَتِ التَّهلُكَةُ الإِقامَةَ عَلَى الأَموالِ وإصلاحِها ، وتَرْكَنا الغَزوَ .۲

۵ / ۲

ألهوى‏

۱۶۹۴. الدرّ المنثور عن أبي قلابة : إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله قالَ: أوَّلُ ما يُرفَعُ مِنَ الأَرضِ العِلمُ ، فَقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ يُرفَعُ القُرآنُ؟ قالَ: لا ، ولكِن يَموتُ مَن يَعلَمُهُ - أو قالَ : مَن يَعلَمُ تَأويلَهُ - ، ويَبقى‏ قَومٌ يَتَأَوَّلونَهُ عَلى‏ أهوائِهِم .۳

۱۶۹۵. الاحتجاج : رُوِيَ أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام قالَ في أثناءِ خُطبَةٍ خَطَبَها بَعدَ فَتحِ البَصرَةِ بِأَيّامٍ ، حاكِياً عَنِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله قَولَهُ: يا عَلِيُّ ، إنَّكَ باقٍ بَعدي ، ومُبتَلىً بِاُمَّتي ومُخاصَمٌ بَينَ يَدَيِ اللَّهِ ، فَأَعِدَّ لِلخُصومَةِ جَواباً ، فَقُلتُ: بِأَبي أنتَ واُمّي ، بَيِّن لي ما هذِهِ الفِتنَةُ الَّتي اُبتَلى‏

1.البقرة: ۱۹۵ .

2.سنن الترمذي: ج ۵ ص ۲۱۲ ح ۲۹۷۲ ، سنن أبي داوود : ج ۳ ص ۱۲ ح ۲۵۱۲ ، السنن الكبرى : ج ۹ ص ۷۸ ح ۱۷۹۲۵ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۹۴ ح ۲۴۳۴ كلّها نحوه ، صحيح ابن حبّان : ج ۱۱ ص ۹ ح ۴۷۱۱ .

3.الدرّ المنثور: ج ۲ ص ۶۹ نقلاً عن عبد بن حميد .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34437
صفحه از 618
پرینت  ارسال به