من الحديث بأنّ شراء القرآن شاع بعد عهد رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله .۱
ولاتطالعنا في المصادر الحديثية للفريقين أيّ رواية من عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله في هذا المجال؛ وعلى هذا يمكن أن نستنتج أنّ مسألة شراء المصحف وبيعه قد طرحت في عهد الصحابة، كما أنّ النقاش حول حكمها الشرعي كان قائماً، وأقدم التقارير الواصلة إلينا في هذا المجال هي ما ورد عن الصحابة.
وجهة نظر أهل السنّة
نقل عن ابن عبّاس وسعيد بن جبير أنّهما ذهبا إلى أنّ بيع القرآن جائز، إلّا أنّهما خالفا أن يكون بيعه وسيلة للارتزاق.۲
ونقل عن عمر بن الخطّاب وعبداللَّه بن عمر أنّهما منعا بيعه و شراءه بصراحة، وكرهه بعض الأشخاص مثل: عبداللَّه بن مسعود وأبي موسى الأشعري۳. وفي مقابل هذا الفريق يرى بعض الصحابة والتابعين التفصيل بين الشراء والبيع، فقد نقل عن ابن عبّاس وسعيد بن جبير وقتادة بن دعامة وجابر بن عبداللَّه أنّ شراء المصحف جائز، ولكن بيعه ممنوع. ۴
وقال عدد من التابعين - مثل عكرمة، عامر الشعبي، الحكم بن عيينة، الحسن البصري - بجواز شراء المصحف وبيعه.۵
وقد أجاز كلّ فقهاء أهل السنّة تقريباً شراء مصحف القرآن، إلّا أنّهم اختلفوا في جواز بيعه، فقد أجاز الحنفية و المالكية والشافعية بيع المصحف.۶
1.تهذيب الأحكام: ج ۶ ص ۳۶۶.
2.السنن الكبرى: ج ۶ ص ۱۶، المصنّف لابن أبي شبية: ج ۵ ص ۳۱، كنز العمّال: ج ۲ ص ۳۴۴.
3.السنن الكبرى: ج ۶ ص ۱۶، المصنّف لابن أبي شبية : ج ۵ ص ۳۰، كنز العمّال: ج ۲ ص ۳۳۰.
4.السنن الكبرى: ج ۶ ص ۱۶، المجموع، ج ۹ ص ۲۵۱ - ۲۵۲، الإتقان في علوم القرآن: ج ۲ ص ۴۵۷.
5.السنن الكبرى البيهقي، ج ۶ ص ۱۷، المصنّف لعبدالرزاق: ج ۸ ص ۱۱۳.
6.المجموع: ج ۹ ص ۲۵۲، الشرح الكبير: ج ۴ ص ۱۲ - ۱۳، فقه السنّة: ج ۳ ص ۸۸.