353
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

النَّفسِ وَالزِّنا؟
ثُمَّ قالَ عليه السلام : أوَ لَستَ تَعلَمُ أنَّ اللَّهَ تَعالى‏ لَم يُخلِ الدُّنيا مِن نَبِيٍّ قَطُّ أو إمامٍ مِنَ البَشَرِ ، أوَ لَيسَ اللَّهُ عزّ و جلّ يَقولُ : « وَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ » يَعني إلَى الخَلقِ « إِلَّا رِجَالًا نُّوحِى إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى‏ »۱فَأَخبَرَ أنَّهُ لَم يَبعَثِ المَلائِكَةَ إلَى الأَرضِ لِيَكونوا أئِمَّةً وحُكّاماً ، وإنَّما كانوا اُرسِلوا إلى‏ أنبِياءِ اللَّهِ .
قالا : قُلنا لَهُ : فَعَلى‏ هذا أيضاً لَم يَكُن إبليسُ أيضاً مَلَكاً .
فَقالَ : لا ، بَل كانَ مِنَ الجِنِّ ، أما تَسمَعانِ أنَّ اللَّهَ عزّ و جلّ يَقولُ : « وَ إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَل-ِكَةِ اسْجُدُواْ لِأَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلآَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِ‏ّ »۲ فَأَخبَرَ عزّ و جلّ أنَّهُ كانَ مِنَ الجِنِّ ، وهُوَ الَّذي قالَ اللَّهُ‏
تَعالى‏ : « وَ الْجَآنَّ خَلَقْنَهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ »۳.۴

۴ / ۲۰

ما يفسّر القرآن من دون الإشارة إلى‏ آية خاصّة

الف - العِلمُ وَ الإِيمانُ تَوأَمانِ‏

۱۶۷۰. عيون أخبار الرضا عليه السلام عن عبد السلام بن صالح الهِرَويّ : سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ عَلِيَّ بنَ موسَى الرِّضا عليه السلام يَقولُ : رَحِمَ اللَّهُ عَبداً أحيا أمرَنا ، فَقُلتُ لَهُ : وكَيفَ يُحيي أمرَكُم؟
قالَ : يَتَعَلَّمُ عُلومَنا ويُعَلِّمُهَا النّاسَ ، فَإِنَّ النّاسَ لَو عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لَاتَّبَعونا .
قالَ : قُلتُ : يَا بنَ رَسولِ اللَّهِ ، فَقَد رُوي لَنا عَن أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام أنَّهُ قالَ : «مَن تَعَلَّمَ

1.يوسف : ۱۰۹ .

2.الكهف : ۵۰ .

3.الحجر : ۲۷ .

4.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۶۹ ح ۱ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۱۴ ح ۳۳۸ ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۴۷۵ ذيل ح ۳۰۴ كلاهما عن يوسف بن محمّد بن زياد وعليّ بن محمّد بن سيّار ، بحار الأنوار : ج ۵۹ ص ۳۲۱ ح ۳ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
352

۱۶۶۸. الإمام الصادق عليه السلام : لا تَقولوا لِكُلِّ آيَةٍ هذِهِ رَجُلٌ ، وهذِهِ رَجُلٌ ، إنَّ مِنَ القُرآنِ حَلالاً ومِنهُ حَراماً ، وفيهِ نَبَأُ مَن قَبلَكُم ، وخَبَرُ ما بَعدَكُم ، وحُكمُ ما بَينَكُم ، فَهكَذا هُوَ .۱

۱۶۶۹. عيون أخبار الرضا عليه السلام عن محمّد بن زياد و محمّد بن سيّار : قُلنا لِلحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام : فَإِنَّ قَوماً عِندَنا يَزعُمونَ أنَّ هاروتَ وماروتَ مَلَكانِ اختارَهُمَا اللَّهُ المَلائِكَةَ۲ لَمّا كَثُرَ عِصيانُ بَني آدَمَ ، وأنزَلَهُما مَعَ ثالِثٍ لَهُما إلى‏ دارِ الدُّنيا ، وأنَّهُمَا افتَتَنا بِالزُّهرَةِ ، وأرادا الزِّنا بها ، وشَرِبَا الخَمرَ ، وقَتَلاَ النَّفسَ المُحَرَّمَةَ ، وأنَّ اللَّهَ عزّ و جلّ يُعَذِبُّهُما بِبابِلَ ، وأنَّ السَّحَرَةَ مِنهُما يَتَعَلَّمونَ السِّحرَ ، وأنَّ اللَّهَ تَعالى‏ مَسَخَ تِلكَ المَرأَةَ هذَا الكَوكَبَ الَّذي هُوَ الزُّهرَةُ .
فَقالَ الإِمامُ عليه السلام : مَعاذَ اللَّهِ مِن ذلِكَ ، إنَّ مَلائِكَةَ اللَّهِ تَعالى‏ مَعصومونَ مَحفوظونَ مِنَ الكُفرِ وَالقَبائِحِ بِأَلطافِ اللَّهِ تَعالى‏ ، قالَ اللَّهُ عزّ و جلّ فيهِم : « لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ » ۳، وقالَ اللَّهُ عزّ و جلّ : « وَ لَهُ مَن فِى السَّمَوَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ مَنْ عِندَهُ » ؛ يَعنِي المَلائِكَةَ « لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ »۴ .
وقالَ عزّ و جلّ فِي المَلائِكَةِ أيضاً : « بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مَا خَلْفَهُمْ وَ لَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى‏ وَ هُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ »۵ .
ثُمَّ قالَ عليه السلام : لَو كانَ كَما يَقولونَ كانَ اللَّهُ عزّ و جلّ قَد جَعَلَ هؤُلاءِ المَلائِكَةَ خُلَفاءَهُ فِي الأَرضِ ، وكانوا كَالأَنبِياءِ فِي الدُّنيا أو كَالأَئِمَّةِ ، فَيَكونُ مِنَ الأَنبِياءِ وَالأَئِمَّةِ عليهم السلام قَتلُ

1.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۱۸ ح ۴ ، بصائر الدرجات : ص ۵۳۶ ح ۳ ، مختصر بصائر الدرجات : ص ۷۸ كلّها عن داوود بن فرقد ، بحار الأنوار : ج ۲۴ ص ۳۰۱ ح ۹ .

2.هكذا في المصدر ، وفي المصادر الاُخرى : «اختارتهما الملائكة» .

3.التحريم : ۶ .

4.الأنبياء : ۱۹ و ۲۰ .

5.الأنبياء : ۲۶ - ۲۸ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 37086
صفحه از 618
پرینت  ارسال به