بحث في شراء المصحف وبيعه ۱
للقرآن الكريم أحكام خاصّة في الفقه الإسلامي، ومن جملتها أحكام شراء المصحف وبيعه، فهل يجوز شراؤه وبيعه أم لا؟.۲
يرى بعض مؤلّفي كتب علوم القرآن أنّ جمع آيات القرآن وسوره في «المصحف» - الذي يحوي أوراقاً وصفحات منظّمة - حدث بعد عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله ۳. ويرى بعض آخر أنّ القرآن كان موجوداً في عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله بهئية المصحف الحالي، فقسم من الأحاديث تفيد بأنّ نسخاً من القرآن كانت في بيت النبيّ صلى اللّه عليه و آله ومسجده، ولدى بعض الصحابة، وكان أصحاب النبيّ صلى اللّه عليه و آله يختمون القرآن بشكله الحالي.۴
واستناداً إلى الرأي الأوّل، فإنّ مصاحف القرآن لم تنتشر بنحو واسع إلّا بعد عهد عثمان، حيث شاع استخدامها۵. ويفيد حديث منقول عن الإمام الصادق عليه السلام بأنّ مصاحف القرآن كانت قد وضعت في ممرّ ضيّق بين منبر النبيّ صلى اللّه عليه و آله وجدار المسجد، ويمكن لكلّ شخص أن يستنسخ ما يشاء من سورها. وقد ورد التصريح في ما بقي
1.كتب هذا البحث الاُستاذ الفاضل السيّد رضا الهاشمي.
2.لمشاهدة المباحث الفقهية الخاصة بالقرآن (المصحف) وما يختصّ به راجع: حول القرآن الكريم (موسوعة الفقه: ج ۱۱۲).
3.البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۲۸۱، الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۵۱، المحرّر الوجيز: ج ۱ ص ۴۹.
4.راجع: ج ۱ ص ۲۷۲ (بحث حول جمع القرآن) و تدوين القرآن: ص ۲۳۱ و تاريخ القرآن: ص ۱۱۸ - ۱۲۱ والبيان: ص ۲۵۰ - ۲۵۱.
5.علوم القرآن: ص ۱۰۸، المحرّر الوجيز: ج ۱ ص ۴۹.