349
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

۴ / ۱۹

ما ينبّه على الخطأ في التّفسير

۱۶۶۷. عيون أخبار الرضا عليه السلام عن أبي الصَّلت الهِرَويّ : لَمّا جَمَعَ المَأمونُ لِعَلِيِّ بن موسَى الرِّضا عليه السلام أهلَ المَقالاتِ من أهلِ الإِسلامِ وَالدِّياناتِ مِنَ اليَهودِ وَالنَّصارى‏ وَالمَجوسِ وَالصّابِئينَ وسائِر أهلِ المَقالاتِ ، فَلَم يَقُم أحَدٌ إلّا وقَد ألزَمَهُ حُجَّتُهُ كَأَنَّهُ اُلقِمَ حَجَراً ، قامَ إلَيهِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجَهمِ ، فَقالَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، أتَقولُ بِعِصمَة الأَنبِياءِ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَما تَعمَلُ في قَولِ اللَّهِ عزّ و جلّ : « وَ عَصَى‏ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى‏ » ۱، وفي قَولِهِ عزّ و جلّ : « وَ ذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ »۲، وفي قَولِهِ عزّ و جلّ في يوسُفَ عليه السلام : « وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا »۳ ، وفي قَولِهِ عزّ و جلّ في داوودَ : « وَ ظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّهُ »۴، وقُولُهُ تَعالى‏ في نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله « وَتُخْفِى فِى نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ »۵ .
فَقالَ الرِّضا عليه السلام : وَيحَكَ يا عَلِيُّ ، اتَّقِ اللَّهَ ولا تَنسِب إلى‏ أنبِياءِ اللَّهِ الفَواحِشَ ، ولا تَتَأَوَّل كِتابَ اللَّهِ بِرَأيِكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ عزّ و جلّ قَد قالَ : « وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّ سِخُونَ [فِى الْعِلْمِ‏۶ » .
وأمّا قَولُهُ عزّ و جلّ في آدَمَ : « وَ عَصَى‏ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى‏ » فَإِنَّ اللَّهَ عزّ و جلّ خَلَقَ آدَمَ حُجَّةً في أرضِهِ وخَليفَةً في بِلادِهِ ، لَم يَخلُقهُ لِلجَنَّةِ وكانَتِ المَعصِيَةُ مِن آدَمَ فِي الجَنَّةِ لا فِي الأَرضِ ، وعِصمَتُهُ يَجِبُ أن يَكونَ فِي الأَرضِ لِيُتِمَّ مقاديرَ أمرِ اللَّهِ ، فَلَمّا اُهبِطَ إلَى الأَرضِ وجُعِلَ حُجَّةً وخَليفَةً عُصِمَ بِقَولِهِ عزّ و جلّ : « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى‏ ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرَ هِيمَ وَءَالَ عِمْرَ نَ عَلَى الْعَلَمِينَ »۷ .
وأمّا قَولُهُ عزّ و جلّ : « وَ ذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ » إنَّما ظَنَّ بِمَعنَى :

1.طه : ۱۲۱ .

2.الأنبياء : ۸۷ .

3.يوسف : ۲۴ .

4.ص : ۲۴ .

5.الأحزاب : ۳۷ .

6.] أثبتناها من الأمالي للصدوق .

7.آل عمران : ۳۳ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
348

عَشرَ صَدَقاتٍ، فَسَأَلَ فِي الاُولى‏ : مَا الوَفاءُ ؟ قالَ : التَّوحِيدُ ، وشَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ .
ثُمَّ قالَ : ومَا الفَسادُ ؟ قالَ : الكُفرُ ، وَالشِّركُ بِاللَّهِ عَزَّ وجَلَّ .
قالَ : ومَا الحَقُّ ؟ قالَ : الإِسلامُ ، وَالقُرآنُ ، وَالوِلايَةُ إذَا انتَهَت إلَيكَ .
قالَ : ومَا الحيلَةُ ؟ قالَ : تَركُ الحيلَةِ .
قالَ : وما عَلَيَّ ؟ قالَ : طاعَةُ اللَّهِ وطاعَةُ رَسولِهِ .
قالَ : وكَيفَ أدعُو اللَّهَ تَعالى‏ ؟ قالَ : بِالصِّدقِ وَاليَقينِ .
قالَ : وماذا أسأَلُ اللَّهَ تَعالى‏ ؟ قالَ : العافِيَةَ .
قالَ : وماذا أصنَعُ لِنَجاةِ نَفسي ؟ قالَ : كُل حَلالاً ، وقُل صِدقاً .
قالَ : ومَا السُّرورُ ؟ قالَ : الجَنَّةُ .
قالَ : ومَا الرّاحَةُ ؟ قالَ : لِقاءُ اللَّهِ تَعالى‏ .
فَلَمّا فَرَغَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله مِن جَوابِ أسئِلَةِ عَلِيٍّ نُسِخَ حُكمُ وُجوبِ الصَّدَقَةِ .۱

۱۶۶۶. الإمام عليّ عليه السلام : إنَّ العِدَّةَ كانَت فِي الجاهِلِيَّةِ عَلَى المَرأَةِ سَنَةٌ كامِلَةٌ ، وكانَ إذا ماتَ الرَّجُلُ ألقَتِ المَرأَةُ خَلفَ ظَهرِها شَيئاً بَعرَةً و ما جَرى‏ مَجراها ، ثُمَّ قالَت : البَعلُ أهوَنُ عَلَيَّ من هذِهِ ، فَلا أكتَحِلُ ، ولا أمتَشِطُ ، ولا أتَطَيَّبُ ، ولا أتَزَوَّجُ سَنَةً ، فَكانوا لا يُخرِجونَها مِن بَيتِها ، بَل يُجرونَ عَلَيها مِن تَرَكَةِ زَوجِها سَنَةً .
فَأَنزَلَ اللَّهُ تَعالى‏ في أوَّلِ الإِسلامِ : « وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَ جًا وَصِيَّةً لِاَّزْوَ جِهِم مَّتَعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ »۲ فَلَمّا قَوِيَ الإِسلامُ أنزَلَ اللَّهُ تَعالى‏ : « وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَ جًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ »۳إلى‏ آخِرِ الآيَةِ۴ .

راجع : ج ۱ ص ۴۰۱ (الآيات التي سميت منسوخة) .

1.فرائد السمطين : ج ۱ ص ۳۵۹ ح ۲۸۵ ، بحار الأنوار : ج ۳۵ ص ۳۸۲ ح ۱۲ .

2.البقرة : ۲۴۰ .

3.البقرة : ۲۳۴

4.بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۶ و ج ۱۰۴ ص ۱۹۱ ح ۴۱ كلاهما نقلاً عن تفسير النعماني .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34731
صفحه از 618
پرینت  ارسال به