ثُمَّ قالَ : وإنَّمَا الإِنفَحَةُ بِمَنزِلَةِ دَجاجَةٍ ميتَةٍ اُخرِجَت مِنها بيضَةٌ ، فَهَل تُؤكَلُ تِلكَ البيضَةُ؟ فَقالَ قَتادَةُ : لا ، ولا آمُرُ بِأَكلِها . فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : ولِمَ؟ فَقالَ : لِأَنَّها مِنَ الميتَةِ ، قالَ لَهُ : فَإِن حُضِنَت تِلكَ البيضَةُ فَخَرَجَت مِنها دَجاجَةٌ أتَأكُلُها؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَما حَرَّمَ عَلَيكَ البيضَةَ وحَلَّلَ لَكَ الدَّجاجَةَ؟ ثُمَّ قالَ عليه السلام : فَكَذلِكَ الإِنفَحَةُ مِثلُ البيضَةِ ، فَاشتَرِ الجُبُنَّ مِن أسواقِ المُسلِمينَ مِن أيدِي المُصَلّينَ ولا تَسأَل عَنهُ ، إلّا أن يَأتِيَكَ مَن يُخبِرُكَ عَنهُ .۱
۱۶۴۹. علل الشرائع عن أبي زهير بن شبيب بن أنس عن بعض أصحابه - فِي احتِجاجِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام عَلى أبي حَنيفَةَ - : قالَ [الصّادِقُ عليه السلام ] أنتَ فَقيهُ أهلِ العِراقِ؟ قالَ: نَعَم ، قالَ: فَبِما تُفتيهِم؟ قالَ: بِكِتابِ اللَّهِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى اللّه عليه و آله ، قالَ: يا أبا حَنيفَةً ، تَعرِفُ كِتابَ اللَّهِ حَقَّ مَعرِفَتِهِ ، وتَعرِفُ النّاسِخَ وَالمَنسوخَ؟ قالَ: نَعَم ، قالَ: يا أبا حَنيفَةَ ، لَقَدِ ادَّعَيتَ عِلماً ، وَيلَكَ! ما جَعَلَ اللَّهُ ذلِكَ إلّا عِندَ أهلِ الكِتابِ الَّذينَ اُنزِلَ عَلَيهِم ، وَيلَكَ! ولا هُوَ إلّا عِندَ الخاصِّ مِن ذُرِّيَّةِ نَبِيِّنا صلى اللّه عليه و آله ، وما وَرَّثَكَ اللَّهُ مِن كِتابِهِ حَرفاً ، فَإِن كُنتَ كَما تَقولُ - ولَستَ كَما تَقولُ - فَأَخبِرني عَن قَولِ اللَّهِ عزّ و جلّ : « سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِىَ وَ أَيَّامًا ءَامِنِينَ »۲أينَ ذلِكَ مِنَ الأَرضِ ؟ قالَ : أحسَبُهُ ما بَينَ مَكَّةَ وَالمَدينَةِ ، فَالتَفَتَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام إلى أصحابِهِ فَقالَ : تَعلَمونَ أنَّ النّاسَ يُقطَعُ عَلَيهِم بَينَ المَدينَةِ ومَكَّةَ فَتُؤخَذُ أموالُهُم ولا يَأمَنونَ عَلى أنفُسِهِم ويُقتَلونَ؟ قالوا: نَعَم ، قالَ: فَسَكَتَ أبو حَنيفَةَ ، فَقالَ : يا أبا حَنيفَةَ أخبِرني عَن قَولِ اللَّهِ عزّ و جلّ : « وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنًا »۳أينَ ذلِكَ مِنَ الأَرضِ؟ قالَ: الكَعبَةُ. قالَ: أفَتَعلَمُ أنَّ الحَجّاجَ بنَ يوسُفَ حينَ وَضَعَ المَنجَنيقَ عَلَى ابنِ الزُّبَيرِ فِي الكَعبَةِ فَقَتَلَهُ كانَ آمِنا فيها؟ قالَ: فَسَكَتَ ...
فَقالَ أبو بَكرٍ الحَضرَمِيُّ: جُعِلتُ فِداكَ ! الجَوابُ فِي المَسأَلَتَينِ الاُولَيَينِ؟