يَنسى ولا يَغفُلُ بَل هُوَ الحَفيظُ العَليمُ ، وقَد يَقولُ العَرَبُ في بابِ النِّسيانِ : قَد نَسِيَنا فُلانٌ فَلا يَذكُرُنا ، أي أنَّهُ لا يَأمُرُ لَنا بِخَيرٍ ولا يَذكُرُنا بِهِ ، فَهَل فَهِمتَ ما ذَكَرَ اللَّهُ عزّ و جلّ ؟
قالَ : نَعَم ، فَرَّجتَ عَنّي فَرَّجَ اللَّهُ عَنكَ ، وحَلَلتَ عَنّي عُقدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ أجرَكَ .۱
۴ / ۱۵
ما يبيّن الإطلاقات والعمومات
۱۶۳۶. الإمام عليّ عليه السلام - لَمّا سُئِلَ عَن قَولِ اللَّهِ تَعالى : « ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ »۲ فَما بالُنا نَدعو فَلا نُجابُ؟ - : لِأَنَّ قُلوبَكُم خانَت بِثَمانِ خِصالٍ :
أوَّلُها : أنَّكُم عَرَفتُمُ اللَّهَ فَلَم تُؤَدّوا حَقَّهُ كَما أوجَبَ عَلَيكُم ، فَما أغنَت عَنكُم مَعرِفَتُكُم شَيئاً .
وَالثّانِيَةُ : أنَّكُم آمَنتُم بِرَسولِهِ ثُمَّ خالَفتُم سُنَّتَهُ وأمتُّم شَريعَتَهُ ، فَأَينَ ثَمَرَةُ إيمانِكُم؟
وَالثّالِثَةُ : أنَّكُم قَرَأتُم كِتابَهُ المُنزَلَ عَلَيكُم فَلَم تَعمَلوا بِهِ ، وقُلتُم : سَمِعنا وأطَعنا ، ثُمَّ خالَفتُم .
وَالرّابِعَةُ : أنَّكُم قُلتُم : إنَّكُم تَخافونَ مِنَ النّارِ وأنتُم في كُلِّ وَقتٍ تُقَدِّمونَ أجسامَكُم إلَيها بِمَعاصيكُم ، فَأَينَ خَوفُكُم؟
وَالخامِسَةُ : أنَّكُم قُلتُم : إنَّكُم تَرغَبونَ فِي الجَنَّةِ وأنتُم في كُلِّ وَقتٍ تَفعَلونَ ما يُباعِدُكُم مِنها ، فَأَينَ رَغَبتُكُم فيها؟
وَالسّادِسَةُ : أنَّكُم أكَلتُم نِعمَةَ المَولى ولَم تَشكُروا عَلَيها .
وَالسّابِعَةُ : أنَّ اللَّهَ أمَرَكُم بِعَداوَةِ الشَّيطانِ ، وقالَ : « إِنَّ الشَّيْطَنَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا »۳ فَعادَيتُموهُ بِلاقَولٍ ، ووَاليَتُموهُ بِلا مُخالَفَةٍ .