333
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

قالَ : فَكانَ مُتَّكِئاً فَاستَوى‏ جالِساً ، وقالَ : اللَّهُمَّ عَفوَكَ عَفوَكَ !
ثُمَّ قالَ : يا يونُسُ ، مَن زَعَمَ أنَّ للَّهِ‏ِ وَجهاً كَالوُجوهِ فَقَد أشرَكَ ، ومَن زَعَمَ أنَّ للَّهِ‏ِ جَوارِحَ‏۱ كَجَوارِحِ المَخلوقينَ فَهُوَ كافِرٌ بِاللَّهِ ، فَلا تَقبَلوا شَهادَتَهُ ولا تَأكُلوا ذَبيحَتَهُ ، تَعالَى اللَّهُ عَمّا يَصِفُهُ المُشَبِّهونَ بِصِفَةِ المَخلوقينَ ، فَوَجهُ اللَّهِ أنبِياؤُهُ ، وقَولُهُ : « خَلَقْتُ بِيَدَىَّ أَسْتَكْبَرْتَ » فَاليَدُ القُدرَةُ كَقَولِهِ : « وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ »۲ .
فَمَن زَعَمَ أنَّ اللَّهَ في شَي‏ءٍ أو عَلى‏ شَي‏ءٍ ، أَو تَحَوَّلَ مِن شَي‏ءٍ إلى‏ شَي‏ءٍ ، أو يَخلو مِنهُ شَي‏ءٌ أَو يَشغَلُ بِهِ شَي‏ءٌ ، فَقَد وَصَفَهُ بِصِفَةِ المَخلوقينَ ، وَاللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَي‏ءٍ لا يُقاسُ بِالقِياسِ ولا يُشَبَّهُ بِالنّاسِ ، لا يَخلو مِنهُ مَكانٌ ، ولا يَشغَلُ بِهِ مَكانٌ ، قَريبٌ في بُعدِهِ ، بَعيدٌ في قُربِهِ ، ذلِكَ اللَّهُ رَبُّنا لا إلهَ غَيرُهُ ، فَمَن أرادَ اللَّهَ وأحَبَّهُ بِهذِهِ الصِّفَةِ فَهُوَ مِنَ المُوَحِّدينَ ، ومَن أحَبَّهُ بِغَيرِ هذِهِ الصِّفَةِ فَاللَّهُ مِنهُ بَري‏ءٌ ونَحنُ مِنهُ بُرَآءُ .۳

۱۶۳۳. الإمام الرضا عليه السلام - لَمّا سُئِلَ عَن قَولِ اللَّه عزّ و جلّ : « نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ »۴ - : إنَّ اللَّهَ - تَبارَكَ وتَعالى‏ - لا يَنسى‏ ولا يَسهو ، وإنَّما يَنسى‏ ويَسهُو المَخلوقُ المُحدَث ، ألا تَسمَعُهُ عزّ و جلّ يَقولُ : « وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا »۵؟ وإنَّما يُجازي مَن نَسيَهُ ونَسِيَ لِقاءَ يَومِهِ بِأَن يُنسِيَهُم أنفُسَهُم ، كَما قالَ عزّ و جلّ : « وَ لَا تَكُونُواْ كَالَّذِينَ نَسُواْ اللَّهَ فَأَنسَل-هُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَل-ِكَ هُمُ الْفَسِقُونَ »۶، وقَولُهُ عزّ و جلّ : « فَالْيَوْمَ نَنسَل-هُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا »۷ ؛ أي نَترُكُهُم كَما تَرَكُوا الاِستِعدادَ لِلِقاءِ يَومِهِم هذا .۸

1.في المصدر : «جوارحاً» .

2.الأنفال : ۲۶ .

3.كفاية الأثر : ص ۲۵۵ ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۸۷ ح ۲ .

4.التوبة : ۶۷ .

5.مريم : ۶۴ .

6.الحشر : ۱۹ .

7.الأعراف : ۵۱ .

8.التوحيد : ص ۱۶۰ ح ۱ ، معاني الأخبار : ص ۱۴ ح ۵ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۲۵ ح ۱۸ كلّها عن عبد العزيز بن مسلم ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۳۹۱ ح ۳۰۰ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۶۴ ح ۴ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
332

« وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ » ۱ ، قالَ : اُفحِمَ القَومُ ، ودَخَلَتهُمُ الهَيبَةُ ، وشَخَصَتِ الأَبصارُ ، وبَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِرَ ، خاشِعَةً أبصارُهمُ ، تَرهَقُهُم ذِلَّةٌ ، وقَد كانوا يُدعَونَ إلَى السُّجودِ وهُم سالِمونَ .۲

۱۶۳۱. التوحيد عن سليمان بن مهران : سَأَلتُ أبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللَّهِ عزّ و جلّ : « وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَمَةِ »۳، فَقالَ : يَعني ملكَهُ لا يَملِكُها مَعَهُ أحَدٌ ، وَالقَبضُ مِنَ اللَّهِ - تَبارَكَ وتَعالى‏ - في مَوضِعٍ آخَرَ المَنعُ ، وَالبَسطُ مِنهُ الإِعطاءُ وَالتَّوسيعُ ، كَما قالَ عزّ و جلّ : « وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ »۴ يَعني يُعطي ويُوَسِّعُ ويَمنَعُ ويُضَيِّقُ ، وَالقَبضُ مِنهُ عزّ و جلّ في وَجهٍ آخَرَ الأَخذُ ، وَالأَخذُ في وَجهِ القَبولِ منهُ ، كَما قالَ :« وَ يأْخُذُ الصَّدَقَتِ »۵ أي يَقبَلُها مِن أهلِها ويُثيبُ عَلَيها .
قُلتُ : فَقَولُهُ عزّ و جلّ « وَ السَّمَوَ تُ مَطْوِيَّتُ بِيَمِينِهِ »۶ ؟ قالَ :
اليَمينُ اليَدُ ، وَاليدُ القُدرَةُ وَالقُوَّةُ ، يَقولُ عزّ و جلّ : « وَ السَّمَوَ تُ مَطْوِيَّتُ » بِقُدرَتِهِ وقُوَّتِهِ « سُبْحَنَهُ وَ تَعَلَى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ »۷ .۸

۱۶۳۲. كفاية الأثر عن يونس بن ظَبيان : دَخَلتُ عَلَى الصّادِقِ عليه السلام فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، إنّي دَخَلتُ عَلى‏ مالِكٍ وأَصحابِهِ فَسَمِعتُ بَعضَهُم يَقولُ : إِنَّ اللَّهَ لَهُ وجَهٌ كَالوُجوهِ ، وبَعضُهُم يَقولُ : لَهُ يَدانِ ، وَاحتَجّوا بِذلِكَ قَولَ اللَّهِ تَعالى‏ : « بِيَدَىَّ أَسْتَكْبَرْتَ »۹ وبَعضُهُم يَقولُ : هُوَ كَالشّابِّ مِن أبناءِ ثَلاثينَ سَنَةً ، فَما عِندَكَ في هذا يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ؟

1.القلم : ۴۲ .

2.التوحيد : ص ۱۵۴ ح ۲ ، مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۵۱۰ عن الإمام الباقر و الإمام الصادق عليهما السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۷ ح ۱۵ وراجع : التوحيد : ص ۱۵۴ ح ۱ و ص ۱۵۵ ح ۳ .

3.الزمر : ۶۷ .

4.البقرة : ۲۴۵ .

5.التوبة : ۱۰۴ .

6.التوحيد : ص ۱۶۱ ح ۲ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۲ ح ۳ .

7.ص : ۷۵ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34733
صفحه از 618
پرینت  ارسال به