327
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

۴ / ۱۳

ما يفسّر القرآن بالتّمثيل‏

۱۶۲۰. الخصال عن عبداللَّه بن عبّاس - في سُؤالِ بَعضِ اليَهودِ عَلِيّاً عليه السلام - : قالَ لَهُ اليَهودِيُّ : فَأَينَ وَجهُ رَبِّكَ؟ فَقالَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام لي : يَابنَ عَبّاسٍ ، إيتِني بِنارٍ وحَطَبٍ . فَأَتَيَتُهُ بِنارٍ وحَطَبٍ ، فَأَضرَمَها ، ثُمَّ قالَ :
يا يَهودِيُّ ، أينَ يَكونُ وَجهُ هذِهِ النّارِ؟
فَقالَ : لا أقِفُ لَها عَلى‏ وَجهٍ .
قالَ: فَإِنَّ رَبّي عزّ و جلّ عَن هذَا المَثَلِ، ولَهُ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ « فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّهِ ».۱

۱۶۲۱. رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : إنَّ اللَّهَ ضَرَبَ مَثَلاً صِراطاً مُستَقيماً ، عَلى‏ كَنَفَيِ‏۲ الصِّراطِ دارانِ لَهُما أبوابٌ مُفَتَّحَةٌ ، عَلَى الأَبوابِ سُتورٌ وداعٍ يَدعو عَلى‏ رَأسِ الصِّراطِ ، وداعٍ يَدعو فَوقَهُ : « وَ اللَّهُ يَدْعُواْ إِلَى‏ دَارِ السَّلَمِ وَ يَهْدِى مَن يَشَاءُ إِلَى‏ صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ »۳ وَالأَبوابُ الَّتي عَلى‏ كَنَفَيِ الصِّراطِ حُدودُ اللَّهِ ، فَلا يَقَع أحَدٌ في حُدودِ اللَّهِ حَتّى‏ يَكشِفَ السِّترَ ، وَالَّذي يَدعو مِن فَوقِهِ واعِظُ رَبِّهِ .۴

۱۶۲۲. عنه صلى اللّه عليه و آله : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً صِراطاً مُستَقيماً ، عَلى‏ كَنَفَيِ الصِّراطِ سورانِ فيهِما أبوابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وعَلَى الأَبوابِ سُتورٌ مُرخاةٌ ، وعَلَى الصِّراطِ داعٍ يَدعو يَقولُ : يا أيُّهَا النّاسُ! اسلُكُوا الصِّراطَ جَميعاً ولا تَعوَجّوا ، وداعٍ يَدعو عَلَى الصِّراطِ ، فَإِذا أرادَ أحَدُكُم فَتحَ شَي‏ءٍ مِن تِلكَ الأَبوابِ قالَ : وَيلَكَ! لا تَفتَحهُ ، فَإِنَّكَ إن تَفتَحهُ تَلِجهُ ؛ فَالصِّراطُ

1.الخصال : ص ۵۹۷ ح ۱ ، التوحيد : ص ۱۸۲ ح ۱۶ عن سلمان الفارسي ، وفيه «النصارى» بدل «اليهود» ، إرشاد القلوب : ص ۳۱۷ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۳۲۸ ح ۲۸ .

2.الكَنَفُ : الجانب والناحية (النهاية : ج ۴ ص ۲۰۵ «كنف») .

3.يونس : ۲۵ .

4.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۱۴۴ ح ۲۸۵۹ ، السنن الكبرى للنسائي : ج ۶ ص ۳۶۱ ح ۱۱۲۳۳ ، مسند ابن حنبل : ج ۶ ص ۱۹۹ ح ۱۷۶۵۳ ، مسند الشاميين : ج ۲ ص ۱۸۰ ح ۱۱۴۷ ، السنّة لابن أبي عاصم : ص ۱۴ ح ۱۸ كلّها عن النواس بن سمعان نحوه .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
326

كانوا ؟ - : كانا رَسَّينِ : أمّا أحَدُهُما فَلَيسَ الَّذي ذَكَرَهُ اللَّهُ في كِتابِهِ ، كانَ أهلُهُ أهلَ بَدوٍ وأصحابَ شاةٍ وغَنَمٍ ، فَبَعَثَ اللَّهُ تَعالى‏ إلَيهِم صالِحاً النَّبِيَّ رَسولاً فَقَتَلوهُ ، وبَعَثَ إلَيهِم رَسولاً آخَرَ فَقَتَلوهُ ، ثُمَّ بَعَثَ إلَيهِم رَسولاً آخَرَ وعَضَدَهُ بِوَليٍّ فَقُتِلَ الرَّسولُ ، وجاهَدَ الوَلِيُّ حَتّى‏ أفحَمَهُم ... .
وأمَّا الَّذينَ ذَكرَهُمُ اللَّهُ في كِتابِهِ فَهُم قَومٌ كانَ لَهُم نَهرٌ يُدعَى الرَّسَّ ، وكانَ فيها مِياهٌ كَثيرَةٌ... . هُوَ نَهرٌ بِمُنقَطَعِ آذَربيجانَ ، وهُو بَينَ حَدِّ أرمينِيَةَ وآذَربَيجانَ ، وكانوا يَعبُدونَ الصُّلبانَ ، فَبَعَثَ اللَّهُ إلَيهِم ثَلاثينَ نَبِيّاً في مَشهَدٍ واحِدٍ فَقَتَلوهُم جَميعاً ، فَبَعَثَ اللَّهُ إلَيهِم نَبِيّاً وبَعَثَ مَعَهُ وَلِيّاً فَجاهَدَهُم ، وبَعَثَ اللَّهُ ميكائيلَ في أوانِ وُقوعِ الحَبِّ وَالزَّرعِ فَأَنضَبَ ماءَهُم ، فلَم يَدَع عَيناً ولا نَهراً ولا ماءً إلّا أيبَسَهُ ، وأمَرَ مَلَكَ المَوتِ فَأَماتَ مَواشِيَهُم ، وأمَرَ اللَّهُ الأَرضَ فَابتَلَعَت ما كانَ لَهُم مِن تِبرٍ أو فِضَّةٍ أو آنِيَةٍ - فَهُوَ لِقائِمِنا عليه السلام إذا قامَ - فَماتوا كُلُّهُم جوعاً وعَطَشاً وبُكاءً ، فلَم يَبقَ مِنهُم باقِيَةٌ .
وبَقِيَ مِنهُم قَومٌ مُخلِصونَ ، فدَعَوُا اللَّهَ أن يُنجِيَهُم بِزَرعٍ وماشِيَةٍ وماءٍ ، ويَجعَلَهُ قَليلاً لِئلَّا يَطغَوا ، فَأَجابَهُمُ اللَّهُ إلى‏ ذلكَ لِما عَلِمَ مِن صِدقِ نِيّاتِهِم ، ثُمَّ عادَ القَومُ إلى‏ مَنازِلِهِم ، فَوَجَدوها قَد صارَت أعلاها أسفَلَها ، وأطلَقَ اللَّهُ لَهُم نَهرَهُم ، وزادَهُم فيهِ عَلى‏ ما سَأَلوا ، فَقامُوا عَلَى الظّاهِرِ وَالباطِنِ في طاعَةِ اللَّهِ .
حتّى‏ مَضى‏ اُولئكَ القَومُ وحَدَثَ نَسلٌ بَعدَ ذلكَ أطاعُوا اللَّهَ فِي الظّاهِرِ ونافَقوهُ فِي الباطِنِ ، وعَصَوا بِأَشياءَ شَتّى‏ ، فَبَعَثَ اللَّهُ مَن أسرَعَ فيهِمُ القَتلَ ، فَبَقِيَت شِرذِمَةٌ مِنهُم فَسَلَّطَ اللَّهُ علَيهِمُ الطّاعونَ ، فلَم يَبقَ مِنهُم أحَدٌ وبَقِيَ نَهرُهُم ومَنازِلُهُم مِئَتَي عامٍ لا يَسكُنُها أحَدٌ ، ثُمّ أتَى اللَّهُ تَعالى‏ بِقَومٍ بَعدَ ذلِكَ فَنَزَلوها وكانوا صالِحينَ ، ثُمّ أحدَثَ قَومٌ مِنهُم فاحِشَةً وَاشتَغَلَ الرِّجالُ بِالرَّجالِ وَالنِّساءُ بِالنِّساءِ ، فَسَلَّطَ اللَّهُ علَيهِم صاعِقَةً فلَم يَبقَ مِنهُم باقِيَةٌ .۱

1.قصص الأنبياء للراوندي : ص ۹۶ ح ۸۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۱ ص ۳۸۷ ح ۱۳ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 38402
صفحه از 618
پرینت  ارسال به