309
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

قالَ : فَقالَ المَهدِيُّ : يا عَلِيَّ بنَ يَقطينٍ ، هذِهِ وَاللَّهِ فَتوَى هاشِمِيَّةٌ . قالَ : قُلتُ لَهُ : صَدَقتَ وَاللَّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي لَم يُخرِج هذَا العِلمُ مِنكُم أهلَ البَيتِ . قالَ : فَوَ اللَّهِ ، ما صَبَرَ المَهدِيُّ أن قالَ لي : صَدَقتَ يا رافِضِيُّ .۱

۱۵۷۴. الإمام الصادق عليه السلام : لَقِيَ عَبّادٌ البَصرِيُّ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام في طَريقِ مَكَّةَ ، فَقالَ لَهُ : يا عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ، تَرَكتَ الجِهادَ وصُعوبَتَهُ وأقبَلتَ عَلَى الحَجِّ ولينَتِهِ ، إنَّ اللَّهَ عزّ و جلّ يَقولُ : « إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَ أَمْوَ لَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِى التَّوْرَلةِ وَ الْإِنجِيلِ وَ الْقُرْءَانِ وَ مَنْ أَوْفَى‏ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِى بَايَعْتُم بِهِ وَ ذَ لِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ »۲ .
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : أتِمَّ الآيَةَ ، فَقالَ : « التَّل-ِبُونَ الْعَبِدُونَ الْحَمِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّ كِعُونَ السَّجِدُونَ الْأمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ الْحَفِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ »۳ ، فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : إذا رَأَينا هؤُلاءِ الَّذينَ هذِهِ صفَتُهُم فَالجِهادُ مَعَهم أفضَلُ مِنَ الحَجِّ .۴

۴ / ۵

ما يفسّر المصداق‏

۱۵۷۵. صحيح البخاري عن عبداللَّه [بن مسعود] : لَمّا نَزَلَت: « الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَنَهُم بِظُلْمٍ »۵ شَقَّ ذلِكَ عَلَى المُسلِمينَ ، فَقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ ، أيُّنا لا يَظلِمُ نَفسَهُ؟ قالَ صلى اللّه عليه و آله : لَيسَ ذلِكَ ، إنَّما هُوَ الشِّركُ ، ألَم تَسمَعوا ما قالَ لُقمانُ لِابنِهِ وهُوَ يَعِظُهُ: « يَبُنَىَّ

1.الكافي : ج ۶ ص ۴۰۶ ح ۱ ، تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۱۷ ح ۳۸ و ليس فيه ذيله من «وإثمهما أكبر ...» ، فقه القرآن : ج ۲ ص ۲۸۲ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۸ ص ۱۴۹ ح ۲۴ .

2.التوبة : ۱۱۱ .

3.التوبة : ۱۱۲ .

4.الكافي : ج ۵ ص ۲۲ ح ۱ عن سماعة ، مجمع البيان : ج ۵ ص ۱۱۴ ، تفسير القمّي : ج ۱ ص ۳۰۶ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۱۴۴ ح ۱۸۱ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۱۵۹ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۱۱۶ ح ۳ .

5.الأنعام: ۸۲ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
308

بِالرَّأسِ أنَّ المَسحَ عَلى‏ بَعضِها ، ثُمَّ فَسَّرَ ذلِكَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله لِلنّاسِ فَضَيَّعوهُ .
ثُمَّ قالَ : « فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ » ، فَلَمّا وَضَعَ الوُضوءَ إن لَم تَجِدُوا الماءَ ، أثبَتَ بَعضَ الغَسلِ مَسحاً ؛ لِأَنَّهُ قالَ : « بِوُجُوهِكُمْ » ثُمَّ وَصَلَ بِها « وَأَيْدِيكُمْ » ، ثُمَّ قالَ : « مِنهُ » أي مِن ذلِكَ التَّيَمُّمِ ؛ لِأَنَّهُ عَلِمَ أنّ ذلِكَ أجمَعَ لَم يَجرِ عَلَى الوَجهِ؛ لِأَنَّهُ يَعلَقُ مِن ذلِكَ الصَّعيدِ بِبَعضِ الكَفِّ ولا يَعلَقُ بِبَعضِها.
ثُمَّ قالَ : « مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم » فِي الدّينِ « مِّنْ حَرَجٍ »۱ ، وَالحَرَجُ : الضّيقُ .۲

۱۵۷۳. الكافي : قالَ عَليُّ بنُ يَقطينٍ : سَأَلَ المَهدِيُّ أبَا الحَسَنِ عليه السلام عَنِ الخَمرِ ، هَل هِيَ مُحَرَّمَةٌ في كِتابِ اللَّهِ عزّ و جلّ ؟ فَإِنَّ النّاسَ إنَّما يَعرِفونَ النَّهيَ عَنها ولا يَعرِفونَ التَّحريمَ لَها .
فَقالَ لَهُ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : بَل هِيَ مُحَرَّمَةٌ في كِتابِ اللَّهِ عزّ و جلّ يا أميرَ المُؤمِنينَ .
فَقالَ لَهُ : في أيِّ مَوضِعٍ هِيَ مُحَرَّمَةٌ في كِتابِ اللَّهِ جَلَّ اسمُهُ يا أبَا الحَسَنِ؟
فَقالَ : قَولُ اللَّهِ عزّ و جلّ : « قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّىَ الْفَوَ حِشَ مَاظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ وَالإِْثْمَ وَ الْبَغْىَ بِغَيْرِ الْحَقِ‏ّ »۳، فَأَمّا قَولُهُ: « مَاظَهَرَ مِنْهَا » يَعنِي‏الزِّنا المُعلَنَ ونَصبَ الرّاياتِ الَّتي كانَت تَرفَعُها الفَواجِرُ لِلفَواحِشِ فِي الجاهِلِيَّةِ، وأمّا قَولُهُ عزّ و جلّ : « وَمَا بَطَنَ » يَعني ما نَكَحَ مِنَ‏الآباءِ؛ لِأَنَّ النّاسَ كانوا قَبلَ أن يُبعَثَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله إذا كانَ لِلرَّجُلِ زَوجَةٌ وماتَ عَنها ، تَزَوَّجَها ابنُهُ مِن بَعدِهِ - إذا لَم تَكُن اُمَّهُ - فَحَرَّمَ اللَّهُ عزّ و جلّ ذلِكَ . وأمَّا « الإِْثْمَ » فَإِنَّها الخَمرَةُ بِعَينِها ، وقَد قالَ اللَّهُ عزّ و جلّ في مَوضِعٍ آخَرَ : « يَسَْلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَفِعُ لِلنَّاسِ »۴ فَأَمَّا الإِثمُ في كِتابِ اللَّهِ فَهِيَ الخَمرَةُ وَالمَيسِرُ ، وإثمُهُما أكبَرُ كَما قالَ اللَّهُ تَعالى‏ .

1.المائدة : ۶ .

2.الكافي : ج ۳ ص ۳۰ ح ۴ ، تهذيب الأحكام : ج ۱ ص ۶۱ ح ۱۶۸ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۱۰۳ ح ۲۱۲ ، علل الشرائع : ص ۲۷۹ ح ۱ ، عوالي اللآلي : ج ۲ ص ۱۹۴ ح ۹۰ وفيه صدره إلى «فضيّعوه» ، بحار الأنوار : ج ۸۰ ص ۲۸۹ ح ۴۶ .

3.الأعراف : ۳۳ .

4.البقرة : ۲۱۹ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 37201
صفحه از 618
پرینت  ارسال به