297
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

الفصل الرابع : نماذج من الأحاديث التفسيريّة

۴ / ۱

ما يبيّن أسباب النّزول‏

۱۵۴۲. الإمام الباقر عليه السلام أو الإمام الصادق عليه السلام - في قَولِ اللَّهِ عزّ و جلّ « وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى‏ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ » - : نَزَلَت في خَوّاتِ بنِ جُبَيرٍ الأَنصارِيِّ ، وكانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله فِي الخَندَقِ وهُوَ صائِمٌ وأمسى عَلى‏ تِلكَ الحالِ وكانوا قَبلَ أن تَنزِلَ هذِهِ الآيَةُ إذا نامَ أحَدُهُم حَرُمَ عَلَيهِ الطَّعامُ فَجاءَ خَوّاتٌ إلى‏ أهلِهِ حينَ أمسى‏ فَقالَ : عِندَكُم طَعامٌ؟ فَقالوا : لا تَنَم حَتّى‏ نَصنَعَ لَكَ طَعاماً فَاتَّكَأ فَنامَ . قالوا : قَد فَعَلتَ ، قالَ : نَعَم ، فَباتَ عَلى‏ تِلكَ الحالِ وأصبَحَ ، ثُمَّ غَدا إلى الخَندَقِ فَجَعَلَ يُغشى‏ عَلَيهِ ، فَمَرَّ بِهِ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَلَمّا رَأَى الَّذي بِهِ ، أخبَرَهُ كَيفَ كانَ أَمرُهُ فَأَنزَلَ اللَّهُ عَزَّوجَلَّ « وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى‏ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ » .۱

۱۵۴۳. مجمع البيان - في قَولِهِ تَعالى‏ : « وَلَا تَأْكُلُواْ أَمْوَ لَهُمْ إِلَى‏ أَمْوَ لِكُمْ »۲ - : رُوِيَ أنَّهُ لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ ، كَرِهوا مُخالَطَةَ اليَتامى‏ ، فَشَقَّ ذلِكَ عَلَيهِم ، فَشَكَوا ذلِكَ إلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَأَنزَلَ اللَّهُ سُبحانَهُ : « وَيَسَْلُونَكَ عَنِ الْيَتَمَى‏ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَ نُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ »۳الآيَة ، وهُوَ

1.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۱۳۰ ح ۱۹۳۵ .

2.النساء : ۲ .

3.البقرة : ۲۲۰ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
296

المُميتُ وأنَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ عَلى‏ يَدَي مَن يَشاءُ مِن خَلقِهِ مِن مَلائِكَتِهِ وغَيرِهِم.
قالَ: فَرَّجتَ عَنّي فَرَّجَ اللَّهُ عَنكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ونَفَعَ اللَّهُ المُسلِمينَ بِكَ . فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام لِلرَّجُلِ : إن كُنتَ قَد شَرَحَ اللَّهُ صَدرَكَ بِما قَد بَيَّنتُ‏۱ لَكَ فَأَنتَ وَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ مِنَ المُؤمِنينَ حَقّاً .
فَقالَ الرَّجُلُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ ، كَيفَ لي أن أعلَمَ بِأَنّي مِنَ المُؤمِنينَ حَقّاً؟
قالَ عليه السلام : لا يَعلَمُ ذلِكَ إلّا مَن أعلَمَهُ اللَّهُ عَلى‏ لِسانِ نَبِيِّهِ صلى اللّه عليه و آله ، وشَهِدَ لَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله بِالجَنَّةِ ، أو شَرَحَ اللَّهُ صَدرَهُ لِيَعلَمَ ما فِي الكُتُبِ الَّتي أنزَلَهَا اللَّهُ عزّ و جلّ عَلى‏ رُسُلِهِ وأنبِيائِهِ.
قالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ومَن يُطيقُ ذلِكَ؟
قالَ: مَن شَرَحَ اللَّهُ صَدرَهُ ووَفَّقَهُ لَهُ ، فَعَلَيكَ بِالعَمَلِ للَّهِ‏ِ في سِرِّ أمرِكَ وعَلانِيَتِكَ ؛ فَلا شَي‏ءَ يَعدِلُ العَمَلَ.۲

1.في المصدر : «تبيّنتُ» ، والتصويب من بحار الأنوار .

2.التوحيد : ص ۲۵۵ ح ۵ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۵۶۱ ح ۱۳۷ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۱۲۷ ح ۲ وراجع: تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۳۵۷ ح ۱۶ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34604
صفحه از 618
پرینت  ارسال به