الفصل الرابع : نماذج من الأحاديث التفسيريّة
۴ / ۱
ما يبيّن أسباب النّزول
۱۵۴۲. الإمام الباقر عليه السلام أو الإمام الصادق عليه السلام - في قَولِ اللَّهِ عزّ و جلّ « وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ » - : نَزَلَت في خَوّاتِ بنِ جُبَيرٍ الأَنصارِيِّ ، وكانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله فِي الخَندَقِ وهُوَ صائِمٌ وأمسى عَلى تِلكَ الحالِ وكانوا قَبلَ أن تَنزِلَ هذِهِ الآيَةُ إذا نامَ أحَدُهُم حَرُمَ عَلَيهِ الطَّعامُ فَجاءَ خَوّاتٌ إلى أهلِهِ حينَ أمسى فَقالَ : عِندَكُم طَعامٌ؟ فَقالوا : لا تَنَم حَتّى نَصنَعَ لَكَ طَعاماً فَاتَّكَأ فَنامَ . قالوا : قَد فَعَلتَ ، قالَ : نَعَم ، فَباتَ عَلى تِلكَ الحالِ وأصبَحَ ، ثُمَّ غَدا إلى الخَندَقِ فَجَعَلَ يُغشى عَلَيهِ ، فَمَرَّ بِهِ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَلَمّا رَأَى الَّذي بِهِ ، أخبَرَهُ كَيفَ كانَ أَمرُهُ فَأَنزَلَ اللَّهُ عَزَّوجَلَّ « وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ » .۱
۱۵۴۳. مجمع البيان - في قَولِهِ تَعالى : « وَلَا تَأْكُلُواْ أَمْوَ لَهُمْ إِلَى أَمْوَ لِكُمْ »۲ - : رُوِيَ أنَّهُ لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ ، كَرِهوا مُخالَطَةَ اليَتامى ، فَشَقَّ ذلِكَ عَلَيهِم ، فَشَكَوا ذلِكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَأَنزَلَ اللَّهُ سُبحانَهُ : « وَيَسَْلُونَكَ عَنِ الْيَتَمَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَ نُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ »۳الآيَة ، وهُوَ