لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَلِحًا »۱ ، فَمَرَّةً يُخبِرُ أنَّهُم يَلقَونَهُ ، ومَرَّةً أنَّهُ لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ ، ومَرَّةً يَقولُ: « وَ لَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا » ، فَأَنّى ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وكَيفَ لا أشُكُّ فيما تَسمَعُ؟!
قالَ: هاتِ - وَيحَكَ - ما شَكَكتَ فيهِ!
قالَ : وأجِدُ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى يَقولُ: « وَ رَءَا الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّواْ أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا »۲، وقالَ: « يَوْمَل-ِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ »۳ ، وقالَ: « وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا »۴ ، فَمَرَّةً يُخبِرُ أنَّهُم يَظُنّونَ ، ومَرَّةً يُخبِرُ أنَّهُم يَعلَمونَ ، وَالظَّنُّ شَكٌّ ، فَأَنّى ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وكَيفَ لا أشُكُّ فيما تَسمَعُ ؟!
قالَ: هاتِ ما شَكَكتَ فيهِ!
قالَ: وأجِدُ اللَّهَ تَعالى يَقولُ: « وَ نَضَعُ الْمَوَ زِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَمَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيًْا »۵ ، وقالَ: « فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ وَزْنًا »۶ ، وقالَ: « فَأُوْلَل-ِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ »۷ ، وقالَ: « وَالْوَزْنُ يَوْمَل-ِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَ زِينُهُ فَأُوْلَل-ِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَ مَنْ خَفَّتْ مَوَ زِينُهُ فَأُوْلَل-ِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بَِايَتِنَا يَظْلِمُونَ »۸ ، فَأَنّى ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وكَيفَ لا أشُكُّ فيما تَسمَعُ ؟!
قالَ: هاتِ - وَيحَكَ - ما شَكَكتَ فيهِ!
قالَ: وأجِدُ اللَّهَ تَعالى يَقولُ: « قُلْ يَتَوَفَّل-كُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِى وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ