لَها ثَلاثَمِئَةٍ وسِتّينَ بُرجاً۱ ، تَطلُعُ كُلُّ يَومٍ مِن بُرجٍ وتَغيبُ في آخَرَ ، ولا تَعودُ إلَيهِ إلّا مِن قابِلٍ في ذلِكَ اليَومِ ... .
قالَ : فَرَأَينا ابنَ الكَوّاءِ يَومَ النَّهروانِ ، فَقيلَ لَهُ : ثَكِلَتكَ اُمُّكُ ، بِالأَمسِ كُنتَ تَسأَلُ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام عَمّا سَأَلتَهُ، وأنتَ اليَومَ تُقاتِلُهُ! فَرَأَينا رَجُلاً حَمَلَ عَلَيهِ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ۲.
۱۵۴۱. التوحيد عن محمّد بن الحسن بن عبد العزيز الأحدب : وَجَدتُ في كِتابِ أبي بِخَطِّهِ : حَدَّثَنا طَلحَةُ بنُ يَزيدَ عَن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ عُبَيدٍ عَن أبي مُعَمَّرٍ السَّعدانِيِّ ، أنَّ رَجُلاً أتى أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ! إنّي قَد شَكَكتُ في كِتابِ اللَّهِ المُنزَلِ .
قالَ لَهُ عليه السلام : ثَكِلَتكَ اُمُّكَ! وكَيفَ شَكَكتَ في كِتابِ اللَّهِ المُنزَلِ؟
قالَ: لِأَنّي وَجَدتُ الكِتابَ يُكَذِّبُ بَعضُهُ بَعضاً ، فَكَيفَ لا أشُكُّ فيهِ؟
فَقالَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام : إنَّ كِتابَ اللَّهِ لَيُصَدِّقُ بَعضُهُ بَعضاً ، ولا يُكَذِّبُ بَعضُهُ بَعضاً ، ولكِنَّكَ لَم تُرزَق عَقلاً تَنتَفِعُ بِهِ ، فَهاتِ ما شَكَكتَ فيهِ مِن كِتابِ اللَّهِ عزّ و جلّ !
قالَ لَهُ الرَّجُلُ: إنّي وَجَدتُ اللَّهَ يَقولُ: « فَالْيَوْمَ نَنسَل-هُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا »۳ ، وقالَ أيضاً: « نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ »۴ ، وقالَ: « وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا »۵ ، فَمَرَّةً يُخبِرُ أنَّهُ يَنسى ، ومَرَّةً يُخبِرُ أنَّهُ لا يَنسى ، فَأَنّى ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ؟
قالَ: هاتِ ما شَكَكتَ فيهِ أيضاً!
قالَ: وأجِدُ اللَّهَ يَقولُ: « وَيَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلَل-ِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَابًا »۶ ، وقالَ - وَاستُنطِقوا فَقالوا - : « وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ »۷ ،
1.برُوج السماء : منازل الشمس والقمر (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۱۳۲ «برج») .
2.الاحتجاج : ج ۱ ص ۶۱۲ ح ۱۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۱۲۱ ح ۲ .
3.الأعراف : ۵۱ .
4.التوبة : ۶۷ .
5.مريم : ۶۴ .
6.النبأ : ۳۸ .
7.الأنعام : ۲۳ ، وقوله : «واستُنطِقوا» أي بقوله تعالى في الآية ۲۲ : « ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا » إلى آخر الآية .