عَلِمتَ أنَّهُ لا يَستَقيمُ أن يَكونَ الخَلقُ كُلُّهُم وُلاةَ الأَمرِ ، إذاً لا يَجِدونَ مَن يَأتَمِرونَ عَلَيهِ ، ولا مَن يُبَلِّغونَهُ أمرَ اللَّهِ ونَهيَهُ ، فَجَعَلَ اللَّهُ الوُلاةَ خَواصَّ لِيَقتَدِيَ بِهِم مَن لَم يَخصُصهُم بِذلِكَ ، فَافهَم ذلِكَ إن شاءَ اللَّهُ.
وإيّاكَ وإيّاكَ وتَلاوَةَ۱ القُرآنِ بِرَأيِكَ ! فَإِنَّ النّاسَ غَيرُ مُشتَرِكينَ في عِلمِهِ كَاشتِراكِهِم فيما سِواهُ مِنَ الاُمورِ، ولا قادِرينَ عَلَيهِ ولا عَلى تَأويلِهِ إلّا مِن حَدِّهِ وبابِهِ الَّذي جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُ ، فَافهَم إن شاءَ اللَّهُ ، وَاطلُبِ الأَمرَ مِن مَكانِهِ تَجِدُه إن شاءَ اللَّهُ .۲
۱۵۱۵. الإمام الهادي عليه السلام - في زِيارَة صاحِبِ الأَمرِ عليه السلام - : اللَّهُمَّ وصَلِّ عَلَى الأَئِمَّةِ الرّاشِدينَ ، وَالقادَةِ الهادينَ ، وَالسّادَةِ المَعصومينَ ، وَالأَتقِياءِ الأَبرارِ ، مَأوَى السَّكينَةِ وَالوَقارِ ، وخُزّانِ العِلمِ ومُنتَهَى الحِلمِ وَالفَخارِ ، ساسَةِ العِبادِ وأركانِ البِلادِ ، وأدِلَّةِ الرَّشادِ ، الأَلِبّاءِ الأَمجادِ ، العُلَماءِ بِشَرعِكَ الزُّهادِ ، ومَصابيحِ الظُّلَمِ ، ويَنابيعِ الحِكَمِ ، وأولِياءِ النِّعَمِ ، وعِصَمِ الاُمَمِ ، قُرَناءِ التَّنزيلِ وآياتِهِ ، واُمَناءِ التَّأويلِ ووُلاتِهِ ، وتَراجِمَةِ الوَحيِ ودَلالاتِهِ .۳
۱۵۱۶. بصائر الدرجات عن أنس بن مالك : قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : يا عَلِيُّ أنتَ تُعَلِّمُ النّاسَ تَأويلَ القُرآنِ بِما لا يَعلَمونَ فَقالَ: ما اُبَلِّغُ رِسالَتَكَ بَعدَكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: تُخبِرُ النّاسَ بِما اُشكِلَ عَلَيهِم مِن تَأويلِ القُرآنِ . ۴
۱۵۱۷. شواهد التنزيل عن أنس : قال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : عَلِيٌّ يُعَلِّمُ النّاسَ بَعدي مِن تَأويلِ القُرآنِ ما لا يَعلَمونَ - أو قالَ : يُخبِرُهُم - .۵
۱۵۱۸. رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله - في حَديثِ الغَديرِ - : مَعاشِرَ النّاسِ! تَدَبَّرُوا القُرآنَ وَافهَموا آياتِهِ ،
1.كذا ، والظاهر أنّ المراد به تأويله .
2.المحاسن: ج ۱ ص ۴۱۷ ح ۹۶۰ ، بحار الأنوار: ج ۹۲ ص ۱۰۰ ح ۷۲ .
3.بحار الأنوار : ج ۱۰۲ ص ۱۸۰ نقلاً عن مصباح الزائر ، المزار الكبير : ص ۵۶۰ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام .
4.بصائر الدرجات: ص ۱۹۵ ح ۳ عن أنس.
5.شواهد التنزيل: ج ۱ ص ۳۹ ح ۲۸.