273
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

عَلِمتَ أنَّهُ لا يَستَقيمُ أن يَكونَ الخَلقُ كُلُّهُم وُلاةَ الأَمرِ ، إذاً لا يَجِدونَ مَن يَأتَمِرونَ عَلَيهِ ، ولا مَن يُبَلِّغونَهُ أمرَ اللَّهِ ونَهيَهُ ، فَجَعَلَ اللَّهُ الوُلاةَ خَواصَّ لِيَقتَدِيَ بِهِم مَن لَم يَخصُصهُم بِذلِكَ ، فَافهَم ذلِكَ إن شاءَ اللَّهُ.
وإيّاكَ وإيّاكَ وتَلاوَةَ۱ القُرآنِ بِرَأيِكَ ! فَإِنَّ النّاسَ غَيرُ مُشتَرِكينَ في عِلمِهِ كَاشتِراكِهِم فيما سِواهُ مِنَ الاُمورِ، ولا قادِرينَ عَلَيهِ ولا عَلى‏ تَأويلِهِ إلّا مِن حَدِّهِ وبابِهِ الَّذي جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُ ، فَافهَم إن شاءَ اللَّهُ ، وَاطلُبِ الأَمرَ مِن مَكانِهِ تَجِدُه إن شاءَ اللَّهُ .۲

۱۵۱۵. الإمام الهادي عليه السلام - في زِيارَة صاحِبِ الأَمرِ عليه السلام - : اللَّهُمَّ وصَلِّ عَلَى الأَئِمَّةِ الرّاشِدينَ ، وَالقادَةِ الهادينَ ، وَالسّادَةِ المَعصومينَ ، وَالأَتقِياءِ الأَبرارِ ، مَأوَى السَّكينَةِ وَالوَقارِ ، وخُزّانِ العِلمِ ومُنتَهَى الحِلمِ وَالفَخارِ ، ساسَةِ العِبادِ وأركانِ البِلادِ ، وأدِلَّةِ الرَّشادِ ، الأَلِبّاءِ الأَمجادِ ، العُلَماءِ بِشَرعِكَ الزُّهادِ ، ومَصابيحِ الظُّلَمِ ، ويَنابيعِ الحِكَمِ ، وأولِياءِ النِّعَمِ ، وعِصَمِ الاُمَمِ ، قُرَناءِ التَّنزيلِ وآياتِهِ ، واُمَناءِ التَّأويلِ ووُلاتِهِ ، وتَراجِمَةِ الوَحيِ ودَلالاتِهِ .۳

۱۵۱۶. بصائر الدرجات عن أنس بن مالك : قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : يا عَلِيُّ أنتَ تُعَلِّمُ النّاسَ تَأويلَ القُرآنِ بِما لا يَعلَمونَ فَقالَ: ما اُبَلِّغُ رِسالَتَكَ بَعدَكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: تُخبِرُ النّاسَ بِما اُشكِلَ عَلَيهِم مِن تَأويلِ القُرآنِ . ۴

۱۵۱۷. شواهد التنزيل عن أنس : قال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : عَلِيٌّ يُعَلِّمُ النّاسَ بَعدي مِن تَأويلِ القُرآنِ ما لا يَعلَمونَ - أو قالَ : يُخبِرُهُم - .۵

۱۵۱۸. رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله - في حَديثِ الغَديرِ - : مَعاشِرَ النّاسِ! تَدَبَّرُوا القُرآنَ وَافهَموا آياتِهِ ،

1.كذا ، والظاهر أنّ المراد به تأويله .

2.المحاسن: ج ۱ ص ۴۱۷ ح ۹۶۰ ، بحار الأنوار: ج ۹۲ ص ۱۰۰ ح ۷۲ .

3.بحار الأنوار : ج ۱۰۲ ص ۱۸۰ نقلاً عن مصباح الزائر ، المزار الكبير : ص ۵۶۰ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام .

4.بصائر الدرجات: ص ۱۹۵ ح ۳ عن أنس.

5.شواهد التنزيل: ج ۱ ص ۳۹ ح ۲۸.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
272

وَالاِنتِهاءِ ، وَالسُّؤالِ وَالجَوابِ ، وَالقَطعِ وَالوَصلِ ، وَالمُستَثنى‏ مِنهُ وَالجاري فيهِ ، وَالصِّفَةِ لِما قَبلُ مِمّا يَدُلُّ عَلى‏ ما بَعدُ ، وَالمُؤَكَّدِ مِنهُ وَالمُفَصَّلِ ، وعَزائِمِهِ ورَخُصِهِ ، ومَواضِعِ فَرائِضِهِ وأحكامِهِ ، ومَعنى‏ حَلالِهِ وحَرامِهِ الَّذي هَلَكَ فيهِ المُلحِدونَ ، وَالمَوصولِ مِنَ الأَلفاظِ وَالمَحمولِ عَلى‏ ما قَبلَهُ ، وعَلى‏ ما بَعدَهُ ؛ فَلَيسَ بِعالِمٍ بِالقُرآنِ ، ولا هُوَ مِن أهلِهِ .۱

۱۵۱۲. الإمام الباقر عليه السلام : نَحنُ تَراجِمَةُ وَحيِ اللَّهِ .۲

۱۵۱۳. الكافي عن أبي الصباح : وَاللَّهِ لَقَد قالَ لي جَعفَرُ بنُ مُحَمَّد عليه السلام : إنَّ اللَّهَ عَلَّمَ نَبِيَّهُ التَّنزيلَ وَالتَّأويلَ ، فَعَلَّمَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله عَلِيّاً عليه السلام ، قالَ: وعَلَّمَنا وَاللَّهِ .۳

۱۵۱۴. الإمام الصادق عليه السلام - في رِسالَةٍ - : وأمّا ما سَأَلتَ مِنَ القُرآنِ ، فَذلِكَ أيضاً مِن خَطَراتِكَ المُتَفاوِتَةِ المُختَلِفَةِ ؛ لِأَنَّ القُرآنَ لَيسَ عَلى‏ ما ذَكَرتَ ، وكُلُّ ما سَمِعتَ فَمَعناهُ غَيرُ ما ذَهَبتَ إلَيهِ ، وإنَّمَا القُرآنُ أمثالٌ لِقَومٍ يَعلَمونَ دونَ غَيرِهِم ، ولِقَومٍ يَتلَونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِهِ ويَعرِفونَهُ ، فَأَمّا غَيرُهُم فَما أشَدَّ إشكالَهُ عَلَيهِم ، وأبعَدَهُ مِن مَذاهِبِ قُلوبِهِم ، ولِذلِكَ قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : إنَّهُ لَيسَ شَي‏ءٌ بِأَبعَدَ مِن قُلوبِ الرِّجالِ مِن تَفسيرِ القُرآنِ ، وفي ذلِكَ تَحَيَّرَ الخَلائِقُ أجمَعونَ إلّا مَن شاءَ اللَّهُ.
وإنَّما أرادَ اللَّهُ بِتَعمِيَتِهِ في ذلِكَ أن يَنتَهوا إلى‏ بابِهِ وصِراطِهِ ، وأن يَعبُدوهُ ويَنتَهوا في قَولِهِ إلى‏ طاعَةِ القُوّامِ بِكِتابِهِ ، وَالنّاطِقينَ عَن أمرِهِ ، وأن يَستَنبِطوا مَا احتاجوا إلَيهِ مِن ذلِكَ عَنهُم ، لا عَن أنفُسِهِم ، ثُمَّ قالَ: « وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى‏ أُوْلِى الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ »۴ فَأَمّا عَن غَيرِهِم فَلَيسَ يُعلَمُ ذلِكَ أبَداً ، ولا يوجَدُ ، وقَد

1.بحار الأنوار: ج ۹۳ ص ۴ نقلاً عن تفسير النعماني عن إسماعيل بن جابر .

2.الكافي: ج ۱ ص ۱۹۲ ح ۳ ، بصائر الدرجات: ص ۱۰۴ ح ۶ كلاهما عن سدير ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۵۳۵ عن سدير عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار: ج ۲۶ ص ۱۰۵ ح ۴ .

3.الكافي: ج ۷ ص ۴۴۲ ح ۱۵ ، تهذيب الأحكام: ج ۸ ص ۲۸۶ ح ۱۰۵۲ ، تفسير العيّاشي: ج ۱ ص ۱۷ ح ۱۳ وليس فيه ذيله ، بصائر الدرجات: ص ۲۹۵ ح ۲ وفيه «فعلّم رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وعلّمنا واللَّه» .

4.النساء: ۸۳ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 37436
صفحه از 618
پرینت  ارسال به