267
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

حَلالٍ يُريدُ هذَا البَيتَ كانَ آمِناً حَتّى‏ يَرجِعَ إلى‏ أهلِهِ، فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : نَشَدتُكَ اللَّهَ يا قَتادَةُ ، هَل تَعلَمُ أنَّهُ قَد يَخرُجُ الرَّجُلُ مِن بَيتِهِ بِزادٍ حَلالٍ وراحِلَةٍ وكِراءٍ حَلالٍ يُريدُ هذَا البَيتَ ، فَيُقطَعُ عَلَيهِ الطَّريقُ فَتُذهَبُ نَفَقَتُهُ ، ويُضرَبُ مَعَ ذلِكَ ضَربَةً فيهَا اجتِياحُهُ ۱؟ قالَ قَتادَةُ : اللَّهُمَّ نَعَم! فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : وَيحَكَ يا قَتادَةُ! إن كُنتَ إنَّما فَسَّرتَ القُرآنَ مِن تِلقاءِ نَفسِكَ فَقَد هَلَكتَ وأهلَكتَ ، وإن كُنتَ قَد أخَذتَهُ مِنَ الرِّجالِ فَقَد هَلَكتَ وأهلَكتَ ، وَيحَكَ يا قَتادَةُ! ذلِكَ مَن خَرَجَ مِن بَيتِهِ بِزادٍ وراحِلَةٍ وكِراءٍ حَلالٍ يَرومُ هذَا البَيتَ عارِفاً بِحَقِّنا ، يَهوانا قَلبُهُ كَما قالَ اللَّهُ عزّ و جلّ « فَاجْعَلْ أَفِْدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ » ۲ ولَم يَعنِ البَيتَ فَيَقولَ إلَيهِ ، فَنَحنُ وَاللَّهِ دَعوَةُ إبراهيمَ عليه السلام الَّتي مَن هَوانا قَلبُه قُبِلَت حَجَّتُهُ وإلّا فَلا ، يا قَتادَةُ ، فَإِذا كانَ كَذلِكَ كانَ آمِناً مِن عَذابِ جَهَنَّمَ يَومَ القِيامَةِ . قالَ قَتادَةُ : لا جَرَمَ وَاللَّهِ لا فَسَّرتُها إلّا هكَذا ، فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : وَيحَكَ يا قَتادَةُ ، إنَّما يَعرِفُ القُرآنَ مَن خوطِبَ بِهِ .۳

۱۴۹۵. الإمام الصادق عليه السلام : إنَّما القُرآنُ أمثالٌ لِقَومٍ يَعلَمونَ دونَ غَيرِهِم ، ولِقَومٍ يَتلونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِهِ ويَعرِفونَهُ ، فَأَمّا غيَرُهُم فَما أشَدَّ إشكالَهُ عَلَيهِم ، وأبعَدَهُ مِن مَذاهِبِ قُلوبِهِم ، ولِذلِكَ قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : إنَّهُ لَيسَ شَي‏ءٌ بِأَبعَدَ مِن قُلوبِ الرِّجالِ مِن تَفسيرِ القُرآنِ .۴

۲ / ۴

الرّاسخون في العلم وفي معرفة التّأويل‏

الكتاب‏

« هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَبَ مِنْهُ ءَايَتٌ مُّحْكَمَتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَبِ وَأُخَرُ مُتَشَبِهَتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى

1.الاجتياح : الإهلاك والاستئصال (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۱۹ «الجوح») .

2.إبراهيم : ۳۷ .

3.الكافي: ج ۸ ص ۳۱۱ ح ۴۸۵ ، بحار الأنوار: ج ۴۶ ص ۳۴۹ ح ۲ .

4.المحاسن: ج ۱ ص ۴۱۷ ح ۹۶۰ ، بحار الأنوار: ج ۹۲ ص ۱۰۰ ح ۷۲ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
266

۲ / ۲

وجوب الرّجوع في معرفة المتشابه إلى العالم‏

الكتاب‏

« يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَزَعْتُمْ فِى شَىْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَ لِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً » .۱

الحديث‏

۱۴۹۲. رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : عِلمُ القُرآنِ عَلى‏ ثَلاثَةِ أجزاءٍ: حَلالٌ فَاتَّبِعهُ ، وحَرامٌ فَاجتَنِبهُ ، ومُتَشابِهٌ يُشكِلُ عَلَيكَ ، فَكِلهُ إلى‏ عالِمِهِ .۲

۱۴۹۳. عنه صلى اللّه عليه و آله : اِعمَلوا بِالقُرآنِ أحِلّوا حَلالَهُ وحَرِّموا حَرامَهُ ، وَاقتَدوا بِهِ ولا تَكفُروا بِشَي‏ءٍ مِنهُ ، وما تَشابَهَ عَلَيكُم مِنهُ فَرُدّوهُ إلَى اللَّهِ وإلى‏ اُولِي الأَمرِ مِن بَعدي كَيما يُخبِروكُم .۳

۲ / ۳

صعوبة معرفة التّفسير والتّأويل‏

۱۴۹۴. الكافي عن زيد الشّحّام : دَخَلَ قَتادَةُ بنُ دِعامَةَ عَلى‏ أبي جَعفَرٍ عليه السلام فَقالَ : يا قَتادَةُ ، أنتَ فَقيهُ أهلِ البَصرَةِ ؟ فَقالَ : هكَذا يَزعُمونَ ، فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : بَلَغَني أنَّكَ تُفَسِّرُ القُرآنَ ؟ فَقالَ لَهُ قَتادَةُ : نَعَم ، فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : بِعِلمٍ تُفَسِّرُهُ أم بِجَهلٍ ؟ قالَ : لا ، بِعِلمٍ ، فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : فَإِن كُنتَ تُفَسِّرُهُ بِعِلمٍ فَأَنتَ أنتَ ، وأنَا أسأَلُكَ ، قالَ قَتادَةُ: سَل ، قالَ : أخبِرني عَن قَولِ اللَّهِ عزّ و جلّ في سَبَأٍ : « وَ قَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِىَ وَ أَيَّامًا ءَامِنِينَ »۴ فَقالَ قَتادَةُ : ذلِكَ مَن خَرَجَ مِن بَيتِهِ بِزادٍ حَلالٍ وراحِلَةٍ وكِراءٍ

1.النساء: ۵۹ .

2.الفردوس: ج ۳ ص ۴۱ ح ۴۱۰۳ عن معاذبن جبل ، كنز العمّال: ج ۱ ص ۶۲۱ ح ۲۸۷۰ .

3.المستدرك على الصحيحين: ج ۱ ص ۷۵۷ ح ۲۰۸۷ ، السنن الكبرى: ج ۱۰ ص ۱۵ ح ۱۹۷۰۶ ، المطالب العالية : ج ۳ ص ۲۸۳ ح ۳۴۸۶ وفيهما «اُولي العلم» بدل «اُولي الأمر» ، المعجم الكبير: ج ۲۰ ص ۲۲۵ ح ۵۲۵ وفيه «أو إلى الأمير» بدل «أو لي الأمر» ، وكلّها عن معقل بن يسار ، كنز العمّال: ج ۱ ص ۱۹۰ ح ۹۶۵ .

4.سبأ : ۱۸ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 37033
صفحه از 618
پرینت  ارسال به