وجاء في رواية اُخرى:
إنَّ القُرآنَ لَهُ ظَهرٌ وبَطنٌ ، فَجَميعُ ما حَرَّمَ اللَّهُ فِي القُرآنِ هُوَ الظّاهِرُ ، وَالباطِنُ مِن ذلِكَ أئِمَّةُ الجَورِ ، وجَميعُ ما أحَلَّ اللَّهُ تَعالى فِي الكِتابِ هُوَ الظّاهِرُ ، وَالباطِنُ مِن ذلِكَ أئِمَّةُ الحَقِّ .۱
ونقرأ في رواية اُخرى:
ظَهرُهُ الَّذينَ نَزَلَ فيهِمُ القُرآنُ ، وبَطنُهُ الَّذينَ عَمِلوا بِمِثلِ أعمالِهِم ، يَجري فيهِم ما نَزَلَ في اُولئِكَ .۲
وعلى هذا الأساس، فإنّ المراد من الروايات التي تصرّح بأنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله علّم الإمام عليّاً عليه السلام تنزيل القرآن و تأويله : هو أنّه صلى اللّه عليه و آله علّمه المعنى الظاهر لعبارات القرآن بكلّ دقّة ، وترتيب نزولها ، كما علّمه المراد الحقيقي و العميق من آيات هذا الكتاب السماوي.
كما أنّ المراد من الروايات التي تؤكّد أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله قاتل على تنزيل القرآن، والإمام عليّ عليه السلام يقاتل على تأويله: هو أنّ الأعداء الذين سيحاربهم الإمام عليّ عليه السلام لا يختلفون في الحقيقة عن الأعداء الذين حاربوا النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، والاختلاف الوحيد لحروب الإمام عليّ عليه السلام عن حروب النبيّ صلى اللّه عليه و آله هو أنّ حروب النبيّ صلى اللّه عليه و آله كانت على تنزيل القرآن، وللأشخاص الذين كانوا يعارضون القرآن أساساً وكونه وحياً، ويخالفون نبوّة النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، وأنّ حروب الإمام عليّ عليه السلام كانت على تأويل القرآن، وللأشخاص الذين كانوا أذعنوا في الظاهر للقرآن ونبوّة خاتم الأنبياء صلى اللّه عليه و آله ، إلّا أنّهم لم يعترفوا بأهداف هذا الكتاب السماوي ومقاصده الأساسية.
وبعبارة اُخرى: حروب النبيّ صلى اللّه عليه و آله لمعارضي أصل القرآن، وحروب الإمام عليّ عليه السلام لمعارضي القيم القرآنية.