وكَذا ، فَيُعَلِّمُنيتَنزيلَهُ وتَأويلَهُ۱ . ۲
كما روي عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله أنّه قال:
مَعاشِرَ النّاسِ ، هذا عَلِيٌّ أخي ووَصِيّي وواعي عِلمي وخَليفَتي في اُمَّتي عَلى مَن آمَنَ بي ، ألا إنَّ تَنزيلَ القُرآنِ عَلَيَّ ، وتَأويلَهُ وتَفسيرَهُ بَعدي عَلَيهِ .۳
كما نقل في مسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدري أنّه قال:
كنّا جلوساً ننتظر رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه، قال: فقمنا معه فانقطعت نعله، فتخلّف عليها عليٌّ يخصفها، فمضى رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ومضينا معه ثمّ قام ينتظره وقمنا معه، فقال:
«إنَّ مِنكُم مَن يُقاتِلُ عَلى تَأويلِ هذَا القُرآنِ كَما قاتَلتُ عَلى تَنزيلِهِ ، فَاستَشرَفنا وفينا أبو بكرٍ وعُمَرُ ، فَقالَ : لا ، ولكِنَّهُ خاصِفُ النَّعلِ».
قال: فجئنا نبشّره، - قال: - وكأنّه قد سمعه.۴
و حري بالذكر أنّ هذه الرواية نقلت عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله بطرق متعدّدة في مصادر الشيعة والسنّة.۵
والآن يجب أن نرى ماهو المقصود من «تنزيل القرآن» بإزاء تأويله؟
ومقتضى ما مرّ في بيان كلمتي «التنزيل» و «التأويل» واستعمالهما في القرآن هو أنّ المراد من «التنزيل» ظاهر القرآن، ومن «التأويل» باطنه، والجدير بالاهتمام أنّ هذا المعنى صرّح به في رواية عن الإمام الباقر عليه السلام ، حيث جاء فيها:
ظَهرُهُ تَنزيلُهُ ، وبَطنُهُ تَأويلُهُ ، مِنهُ ما قَد مَضى ، ومِنهُ ما لَم يَكُن ... .۶
1.موسوعة أمير المؤمنين عليه السلام : ج ۱۰ ص ۴۹۱۰.
2.راجع: ص ۲۶۵ (الفصل الثاني: معرفة التفسير والتأويل) و ص ۲۶۷ (الراسخون في العلم وفي معرفة التأويل).
3.موسوعة أمير المؤمنين عليه السلام : ج ۱۰ ص ۵۵۰ ح ۴۸۹۸.
4.مسند ابن حنبل: ج ۳ ص ۸۲.
5.موسوعة أمير المؤمنين عليه السلام : ج ۱۰ ص ۵۴۶ - ۵۶۵ (الفصل الثالث: أنواع علوم الإمام / معرفة الكتاب والقرآن).
6.راجع: ص ۲۴۹ ح ۱۴۷۲.