« هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبَابِ » .۱
والمراد بالتأويل في هذه الآية - بمقتضى سياقها والضمائر التي تكرّرت مرّتين في لفظ «تأويله» - هو المراد من خصوص الآيات المتشابهة، والضمير في هذا اللفظ يعود - كما قال الكثير من المفسّرين - إلى «ما» في جملة «ما تشابه»، وإرجاعه إلى «الكتاب» الوارد في بداية الآية بعيد للغاية عن التفاهم العرفي، كما قال بعض كبار العلماء.۲
وبناء على ذلك، يبدو - كما سبقت الإشارة في بيان المعنى اللغوي ل «التأويل» - أنّ لفظ «التأويل» له معنى واسع يشمل المفاهيم الذهنية والعينية، وتأويل القرآن - كما قال بعض المفسّرين - لا يختصّ بالمفاهيم العينية.۳
استعمال كلمة «التنزيل» في القرآن
وردت كلمة «التنزيل» خمس عشرة مرّة في القرآن۴، وهي - سوى مرّة واحدة - في بيان مصدر الوحي وكيفية نزول القرآن. وقد صرّحت هذه الآيات بأنّ نصّ هذا الكتاب السماوي نزل من ربّ العالمين العليم، الحكيم، العزيز، الحميد، الرحمن الرحيم على النبيّ صلى اللّه عليه و آله .
والآن ومع الأخذ بنظر الاعتبار ما لوحظ في دراسة «التفسير» و«التأويل»