259
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

وتقول هذه الآية لرسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : إنّ اللَّه يأتي في مقابل كلّ مثل وكلام يطرحه المشركون في مقام الاستشكال على رسالته صلى اللّه عليه و آله وعلى القرآن، بكلام هو حقّ، ويردّ عليه بأفضل بيان.

استعمال كلمة «التأويل» في القرآن‏

وردت كلمة «التأويل» سبع عشرة مرّة في القرآن‏۱. ويتّضح - من دراسة مجموع الآيات التي ورد فيها لفظ التأويل - أنّ لفظ «التأويل» في القرآن استعمل بالمعاني التالية:

۱. الحقائق والحوادث التي تحكي عنها الرؤيا، مثل: تأويل رؤيا يوسف عليه السلام ۲، وتأويل رؤيا صاحبيه في السجن‏۳، وتأويل رؤيا ملك مصر.۴

۳. بمعنى سرّ وحقيقة كامنة وراء أمر ما، مثل الحكمة والأسرار الكامنة وراء أفعال صاحب موسى عليه السلام الخاطئة في الظاهر من خرق السفينة، وقتل شابّ بري‏ء، وإقامة جدار على وشك السقوط دون أخذ الاُجرة عليه.۵

۳. حكمة بعض الأحكام الإلهية.۶

۴. التجسّم العيني للوعود الإلهية في القيامة.۷

۵ . المراد الرئيس في الآيات المتشابهة، كما جاء في هذه الآية:

1.آل عمران: ۷ (مرّتان)؛ النساء: ۵۹: الأعراف: ۵۳ (مرّتان) يونس: ۳۹؛ يوسف: ۶، ۲۱، ۳۶، ۳۷، ۴۴، ۴۵، ۱۰۰، ۱۰۱ الإسراء: ۳۵؛ الكهف: ۷۸ و ۸۲.

2.يوسف: ۶ و ۱۰۰.

3.يوسف : ۳۶ - ۴۲.

4.يوسف : ۴۳ - ۴۸.

5.الكهف: ۸۲.

6.النساء: ۵۹، الإسراء: ۳۵.

7.الأعراف: ۵۳، يونس: ۳۸ - ۳۹.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
258

التَّأويلُ عِبارَةٌ عَن الرُّؤيا . وفِي التَّنزيلِ العَزيزِ : « هَذَا تَأْوِيلُ رُءْيَىَ مِن قَبْلُ ».۱

ويبدو أنّ كلّ ما اُشير إليه في تعريف مفهوم «التأويل» وبيانه صحيح، إلّا أنّ بعض هذه المعاني هو في الحقيقة مصداق «التأويل»، لا مفهومه.

ويمكن القول: إنّ المفهوم الحقيقي ل تأويل الكلام - ومع أخذ مادّته اللغوية بعين الاعتبار - هو: بيان مراد المتكلّم وقصده الحقيقي منه، وهذا المعنى ليس إلّا تفسير المعنى الخفي للفظ وإيضاحه وإظهاره؛ وبناء على ذلك، فإنّ «التفسير» و«التأويل» كلاهما في الأصل بمعنى واحد، ولكنّ إظهار المعنى الباطن للفظ وبيان القصد الحقيقي للمتكلّم له مراتب وأنواع مختلفة؛ لأنّ اللفظ قد يكون له معنى واحد، وقد يكون له عدّة معان أحياناً؛ وقد يكون فهم مقصود المتكلّم قابلاً للفهم دون قرينة، وقد يكون فهمه بحاجة إلى قرينة حيناً؛ وقد يكون مقصود المتكلّم مفهوماً ذهنياً وعلمياً، و قد يكون مفهوماً عينياً، وحدثاً خارجياً أحياناً.

«التنزيل» لغة

كلمة «التنزيل» من مادّة «ن ز ل» بمعنى: الهبوط والوقوع وترتيب الشي‏ء ووضعه في مكانه، يقول ابن فارس في هذا المجال:
النّونُ ، والزّاءُ و اللّامُ كَلِمَةٌ صَحيحَةٌ تَدُلُّ عَلى‏ هُبوطِ شَي‏ءٍ و وُقوعِهِ ... وَ التَّنزيلُ تَرتيبُ الشَّي‏ءِ و وَضعُهُ مَنزِلَهُ .۲

استعمال كلمة «التفسير» في القرآن‏

وردت كلمة «التفسير» مرّة واحدة فقط في القرآن بمعناها اللغوي:
« وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِ‏ّ وَ أَحْسَنَ تَفْسِيرًا » .۳

1.يوسف: ۱۰۰.

2.معجم مقاييس اللغة: ج ۵ ص ۴۱۷.

3.الفرقان: ۳۳.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34443
صفحه از 618
پرینت  ارسال به