257
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

التَّأويلُ تَفسيرُ ما يَؤُولُ إلَيهِ الشَّى‏ءُ .۱

۳. ويعتبر بعضهم «التأويل» تفسير الكلام الذي له معان متعدّدة، ولا يمكن بيان المقصود بتبيان لفظه، مثل الليث:
التَّأويلُ تَفسيرُ الكَلامِ الَّذى تَختَلِفُ مَعانيهِ و لا يَصِحُّ إلّا بِبَيانِ غَيرِ لَفظِهِ .۲

۴. ويرى بعضهم أنّ تأويل الكلام: هو المعنى الذي لا يدلّ عليه ظاهر اللفظ، ولا يمكن قبول ذلك المعنى دون قرينة. يقول ابن الأثير في هذا المجال:
التَّأويلُ نَقلُ ظاهِرِ اللَّفظِ عَن وَضعِهِ الأصلىِّ إلى‏ ما يَحتاجُ إلى‏ دَليلٍ لَولاهُ ما تُرِكَ ظاهِرُ اللَّفظِ ، و مِنهُ حَديثُ عائِشَةَ : كانَ النَّبيُّ صلى اللّه عليه و آله يُكثِرُ أن يَقولَ في رُكوعِهِ وسُجودِهِ : «سُبحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمدِكَ» يَتَأَوّلُ القُرآنَ ، تَعني أنَّهُ مَأخوذٌ مِن قَولِهِ تَعالى‏ : « فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ »۳. ۴

۵. ويرى بعضهم أنّ تأويل الكلام: عاقبته والشي‏ء الذي يؤول إليه الكلام. يقول ابن فارس:
تَأويلُ الكَلامِ ، و هُوَ عاقِبَتُهُ وما يَؤُولُ إلَيهِ و ذلِكَ قَولُهُ تَعالى‏ : « هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ »۵ ، يَقولُ : ما يَؤُولُ إلَيهِ في وَقتِ بَعثِهِم و نُشورِهِم .۶

۶. يقول بعضهم: التأويل: عبارة عن إرجاع الكلام إلى الهدف المقصود منه، سواء كان العلم أم الفعل. قال الراغب:
التَّأويلُ مِنَ الأولِ ، أي : الرَّجوعِ إلَى الأصلِ و مِنهُ : المَوئِلُ لِلمَوضِعِ الَّذى يُرجَعُ إلَيهِ و ذلِكَ هُوَ رَدُّ الشَّي‏ءِ إلَى الغايَةِ المُرادَةِ مِنهُ ، عِلماً كانَ أو فِعلاً .۷

۷. كما فسّر بعضهم «التأويل» ب «الرؤيا»، يقول أبو عبيدة:

1.لسان العرب: مادّة «أوّل».

2.لسان العرب: مادّة «أوّل».

3.النصر: ۳.

4.لسان العرب: مادّة «أوّل».

5.الأعراف: ۵۳.

6.معجم مقاييس اللغة: مادّة «أوّل».

7.مفردات ألفاظ القرآن: ص ۹۹.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
256

مصداقاً من إيضاح المعنى.

إلّا أنّ دراسة مواضع استعمال هاتين المادّتين تظهر أنّ الاُولى تستعمل في الغالب فيما يتعلّق بإظهار المعنى المعقول والكشف عن الموضوعات المعنوية، وتستعمل الثانية لإظهار الأشياء الخارجية المحسوسة، وهذان الرأيان لا يتنافيان.

كما قيل: إنّ أصل كملة «التفسير» سرياني، واستعملت كثيراً في النصوص القديمة لهذه اللغة بمعنى شرح الكتاب المقدّس وإيضاحه.۱

«التأويل» لغة

كلمة «التأويل»: مصدر من باب التفعيل، من مادّة «أ و ل». ويرى ابن فارس أنّ هذه المادّة لها معنيان رئيسان: بداية الشي‏ء ونهايته.۲

ويبدو أنّ علماء اللغة قدّموا تعاريف مختلفة في الظاهر لهذه الكلمة، آخذين بنظر الاعتبار مادّة «التأويل» واستعمالاتها:

۱. اعتبر بعض اللغويّين «التأويل» مرادفاً ل «التفسير» و«المعنى». كما نقل عن أبي العبّاس أحمد بن يحيى حيث قال:
أَلتَّأويلُ وَ المَعنى وَ التَفسيرُ واحِدٌ .۳

كما يعتبر ابن منظور تأويل الكلام تفسيره، قال:
أوَّلَ الكَلامَ ... و أوَّلَهُ و تَأَوَّلَهُ : فَسَّرَهُ .۴

۲. وفسّر بعضهم «تأويل» الكلام بأنّه تفسير المعنى الذي يعود إليه، مثل الجوهري حيث قال:

1.اقتبست هذه الدراسة اللغوية لكلمة «التفسير» من مقالة السيّد مهرداد عبّاسي في دانش‏نامه جهان إسلام (ج ۷ ص ۶۱۹ - ۶۲۰) وللاطّلاع على مصادر هذا الرأي راجع المصدر المذكور.

2.معجم مقاييس اللغة: مادّة «أوّل».

3.لسان العرب: مادّة «أوّل».

4.لسان العرب: مادّة «أوّل».

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34446
صفحه از 618
پرینت  ارسال به