249
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

ب - مَعنى‏ ظَهرِ القُرآنِ وبَطنِهِ‏

۱۴۶۹. رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : [القُرآنُ‏] هُوَ كِتابٌ فيهِ تَفصيلٌ وبَيانٌ وتَحصيلٌ ، وهُوَ الفَصلُ لَيسَ بِالهَزلِ ، ولَهُ ظَهرٌ وبَطنٌ ، فَظاهِرُهُ حُكمٌ وباطِنُهُ عِلمٌ ، ظاهِرُهُ أنيقٌ وباطِنُهُ عَميقٌ ، لَهُ نُجومٌ وعَلى‏ نُجومِهِ نُجومٌ ، لا تُحصى‏ عَجائِبُهُ ولا تُبلى‏ غَرائِبُهُ ، فيهِ مَصابيحُ الهُدى‏ ومَنارُ الحِكمَةِ ، ودَليلٌ عَلَى المَعرِفَةِ لِمَن عَرَفَ الصِّفَةَ .۱

۱۴۷۰. الإمام عليّ عليه السلام : ما مِن آيَةٍ إلّا ولَها أربَعَةُ مَعانٍ: ظاهِرٌ ، وباطِنٌ ، وحَدٌّ ، ومُطَّلَعٌ ؛ فَالظّاهِرُ: هُوَ التِّلاوَةُ ، وَالباطِنُ: الفَهمُ ، وَالحَدُّ: هُوَ أحكامُ الحَلالِ وَالحَرامِ ، وَالمُطَّلَعُ: هُوَ مُرادُ اللَّهِ مِنَ العَبدِ بِها۲. ۳

۱۴۷۱. عنه عليه السلام - لَمّا ذَكَرَ القُرآنَ - : ظاهِرُهُ عَمَلٌ مَوجوبٌ ، وباطِنُهُ عِلمٌ مَكنونٌ مَحجوبٌ ، وهُوَ عِندَنا مَعلومٌ مَكتوبٌ .۴

۱۴۷۲. بصائر الدرجات عن فضيل بن يسار : سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام عَن هذِهِ الرِّوايَةِ: «ما مِنَ القُرآنِ آيَةٌ إلّا ولَها ظَهرٌ وبَطنٌ».
فَقالَ: ظَهرُهُ تَنزيلُهُ ، وبَطنُهُ تَأويلُهُ ، مِنهُ ما قَد مَضى‏ ، ومِنهُ ما لَم يَكُن ، يَجري كَما يَجرِي الشَّمسُ وَالقَمَرُ ، كُلَّما۵ جاءَ تَأويلُ شَي‏ءٍ مِنهُ يَكونُ عَلَى الأَمواتِ كَما يَكونُ

1.الكافي: ج ۲ ص ۵۹۹ ح ۲ عن السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، تفسير العيّاشي: ج ۱ ص ۲ ح ۱ عن محمّد بن مسعود عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام عنه صلى اللّه عليه و آله .

2.قال العلّامة الطباطبائي قدس سره : أقول : المراد بالتلاوة ظاهر مدلول اللفظ ، بدليل أنّه عليه السلام عدّه من المعاني ، فالمراد بالفهم في تفسيره الباطن ما هو باطن الظاهر من المعنى ، والمراد بقوله : «هو أحكام الحلال والحرام» ظاهر المعارف المتلقّاة من القرآن في أوائل المراتب أو أواسطها في مقابل المطلع الذي هو المرتبة العليا ، أو الحدّ والمطلع نسبيّان كما أنّ الظاهر والباطن نسبيّان كما عرفت فيما تقدّم ، فكلّ مرتبة عليا هي مطلع بالنسبة إلى السفلى (الميزان في تفسير القرآن : ج ۳ ص ۷۳) .

3.تفسير الصافي : ج ۱ ص ۳۱ وراجع : تفسير التستري : ص ۱۶ والبرهان للزركشي : ج ۲ ص ۱۵۳ .

4.دعائم الإسلام: ج ۱ ص ۵۳ .

5.في المصدر : «كما» ، والتصويب من بحار الأنوار .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
248

إعجاز البيان لصدر الدين القونوي (ت‏۶۷۱ق). وقد ذكر في بيان «بطون القرآن وأسرار الحروف»:
وَ مَن لا يُكشَفُ لَهُ هذا الطَّورُ لَم يَعرِف سِرَّ بُطونِ القُرآنِ الَّتي ذَكَرَها رَسولُ اللَّه صلى اللّه عليه و آله بِقَولِه : «لِلقُرآنِ ظَهرٌ وَ بَطنٌ إلى سَبعَةِ أبطُنٍ» وَ فِى رِوايَةٍ «إلى‏ سَبعينَ بَطناً» .۱

وأشار السيّد حيدر الآملي، أحد عرفاء الإمامية في القرن الثامن ضمن تناوله هذا الحديث، إلى أحاديث اُخرى تعتبر بطون القرآن «سبعمئة بطن» و«سبعين ألف بطن». وهذا هو نصّ كلامه:
وقال النبىّ صلى اللّه عليه و آله : «إنَّ لِلقُرآنِ ظَهراً وبَطناً ، ولِبَطنِهِ بَطنٌ إلى‏ سَبعَةِ أبطُنٍ » و ورد «سَبعينَ» و «سَبعَ مِائَةٍ» و «سَبعينَ ألفٍ» و غَيرُ ذلك .۲

ويجب الالتفات إلى أنّ هذا النوع من المصادر لا يعدّ من المصادر لحديثية.۳

وفي الوقت ذاته،ّفإن من المحتمل أيضاً أن تكون كلمة «سبعة» قد صحّفت وتحوّلت إلى «سبعين» عند استنساخ مصادر الحديث.

1.إعجاز البيان في تفسير اُم القرآن: ص ۱۲۸.

2.جامعة الأسرار ومنبع الأنوار: ص ۵۳۰.

3.وجدير بالذكر أنّ هذا النوع من الروايات الذي يلاحظ في المصادر المتأخّرة، ليس بالقليل، ونحن عازمون على تأليف كتاب في تقييمها ونقدها. ونرجو ممّن يجد في المصادر الحديثية القديمة نصّاً يطابق هذا الّذى جاء في إعجاز البيان أو جامع الإسرار، إعلامنا بذلك.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34650
صفحه از 618
پرینت  ارسال به