مختلفة، كانوا يقرؤون الكلمة في بعض المواضع بلهجاتهم۱، وأدّى هذا الأمر إلى اختلاف القراءات تدريجياً، وعلى سبيل المثال فقد قرئت الكلمتان «نَعبد» و«نَستعين» في بعض لهجات العرب: «نِعبد» و «نِستعين»، كما كانت بعض القبائل تحوّل «الواو» المكسورة إلى همزة، وعلى سبيل المثال كانت تلفظ «وعاء» «إعاء»، ويدلّ تاريخ القراءات على أنّ اختلاف اللهجات أدّى في بعض الحالات إلى اختلاف القراءات.۲
۳. اجتهاد القراء
بعد توحيد المصاحف وإرسال القرّاء إلى المدن الإسلامية المختلفة، كان كثيراً مّا يحدث أن يشكّ القرّاء في قراءة آية من المصحف تخلو من أيّ إعراب وإعجام، فيعملون برأيهم في مثل هذه الحالات، ويختارون الاحتمال الذي يرونه مناسباً أكثر برأيهم۳. ودونت آثار كثيرة على هذا الأساس، مثل: الحجّة للقرّاء السبعة أو الكشف عن وجود القراءات السبع؛ كي يبرّروا قراءات القرّاء المختلفة، ويقيموا الدليل على صحّتها من القواعد الأدبية والنحوية.