الاُخرى. والمغرب هو البلد الوحيد الذي شاعت فيه قراءة نافع برواية ورش.۱
عوامل اختلاف القراءات
لظاهرة اختلاف قراءات القرآن عوامل مختلفة أهمّها:
۱. ضعف الخطّ العربي
كتب القرآن الكريم في البدء بخطّ خلا من النقاط والحركات، كما لم تكتب الألف في وسط الكلمات۲، حيث قرأ بعضهم « مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ »« مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ »۳؛ ولذلك، فقد كانت تلاوة القرآن تعتمد على القراءة والحفظ أكثر من الكتابة، حتّى أنّ عثمان بعد توحيد المصاحف و إ رساله مصحفاً إلى كلّ مدينة من المدن الإسلامية المهمّة، مثل: مكّة والبصرة والكوفة والشام۴، أرسل إلى جانبه أحد الشخصيّات المتبحّرة في قراءة القرآن. تعلّمت قراءته من النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، أو كبار الصحابة من دون واسطة.۵
ويدلّ هذا الإجراء على أنّ خطّ القرآن لم يكن بمقدوره أن يشبع حاجة القارئ إلى القراءة الصحيحة بنحو كامل.
۲. اختلاف لهجات القبائل العربية
كانت الحياة القبلية في الحجاز والمسافات الجغرافية بين القبائل، قد هيّأت الأرضية ل «اختلاف اللهجات». ورغم أنّ القرآن نزل بلغة قريش ولهجتها التي تعدّ أفضل اللهجات وأفصحها بين لهجات العرب۶، إلّا أنّ قراء القرآن الذين تكلّموا بلهجات
1.التبيان في تفسير القرآن: ج ۷ ص ۴۴ ح ۱۱۳؛ البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۳۲۵، البيان: ص ۱۴۰.
2.البيان: ص ۱۶۴.
3..تفسير العيّاشي: ج ۱ ص ۲۲؛ التبيان في تفسير القرآن: ج ۱ ص ۳۳؛ الكشّاف: ج ۱ ص ۵۶.
4.أحكام القرآن لابن العربي: ج ۲ ص ۱۰۳۶ - ۱۰۴۱؛ بيان المعاني: ج ۱ ص ۳۱.
5.مناهل العرفان: ج ۱ ص ۴۰۲ - ۴۰۳؛ تاريخ قرآن: ص ۴۶۴ - ۴۶۵.
6.إعراب القرآن و بيانه: ج ۷ ص ۴۴۸.