233
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

بحث في اختلاف القراءات ۱

يعتبر اختلاف القراءات من الموضوعات المطروحة والداعية للتحدّي في العقود التي تلت وفاة النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله ، بل إنّ بعض الروايات تشير إلى أنّ هذا الاختلاف كان قائماً حتّى في عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله ۲. وقد بلغ هذا الموضوع ذروته في وقت وصل فيه المسلمون أحياناً إلى حدّ الحروب وسفك الدماء للدفاع عن قراءتهم الخاصّة بهم ۳. فعندما كان الصحابي حذيفة بن اليمان في طريق عودته من حرب أرمينية في القفقاز رأى اتّساع نطاق الاختلاف والنزاع بين المسلمين على قراءة القرآن في مدن مختلفة. ونبّه عثمان على هذا الخطر عند دخوله المدينة، فبادر عثمان - بعد مشاورة كبار الصحابة - إلى توحيد المصاحف والقراءات.۴

وقد حدّ هذا الإجراء من نطاق الاختلاف إلى حدٍّ ما، ودفع المسلمين إلى قراءة المصاحف التسعة والموحّدة۵، إلّا أنّ خلو هذه المصاحف من علامات الكتابة والحركات، واختلاف رسم الخطّ بينها، هيّأ الأرضية من جديد لإثارة الاختلاف، بحيث كان لمعظم المدن قارئ متميّز، وقراءة خاصّة بها.۶

1.كتب هذا البحث الاُستاذ الفاضل حجّة الإسلام والمسلمين الدكتور عليّ نصيري.

2.راجع: ص ۲۳۲ (النهي عن الإختلاف في القراءة).

3.الاستيعاب: ج ۲ ص ۶۳۳؛ التبيان في تفسير القرآن: ج ۷ ص ۹۴.

4.صحيح البخاري: ج ۶ ص ۹۹؛ البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۲۳۶؛ التمهيد في علوم القرآن: ج ۱: ص ۳۳۴.

5.التمهيد في علوم القرآن: ج ۱ ص ۳۴۶.

6.الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۲۱۶؛ شرح اُصول الكافي: ج ۱۱ ص ۷۹ - ۸۰.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
232

۶ / ۵

النهي عن الإختلاف في القراءة

۱۴۴۱. تفسير الطبري عن عبداللَّه : اختَلَفَ رَجُلانِ في سورَةٍ ، فَقالَ هذا : أقرَأَنِي النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله ، وقالَ هذا : أقرَأَنِي النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله فَأُخبِرَ بِذلِكَ ، قالَ : فَتَغَيَّرَ وَجهُهُ وعِندَهُ رَجُلٌ ، فَقالَ :
اقرَؤوا كَما عُلِّمتُم - فَلا أدري أبِشَي‏ءٍ اُمِرَ أم بِشَي‏ءٍ ابتَدَعَهُ مِن قِبَلِ نَفسِهِ - فَإِنَّما أهلَكَ مَن كانَ قَبلَكُمُ اختِلافُهُم عَلى‏ أنبِيائِهِم .
قالَ : فَقامَ كُلُّ رَجُلٍ مِنّا وهُوَ لايَقرَأُ عَلى‏ قِراءَةِ صاحِبِهِ .۱

۱۴۴۲. تفسير الطبري عن عبداللَّه بن مسعود : تَمارَينا۲ في سورَةٍ مِنَ القُرآنِ ، فَقُلنا : خَمسٌ وثَلاثونَ ، أو سِتٌّ وثَلاثونَ آيَةً ، قالَ : فَانطَلَقنا إلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله فَوَجَدنا عَلِيّاً يُناجيهِ ، قالَ : فَقُلنا : إنّا اختَلَفنا فِي القِراءَةِ ، قالَ : فَاحمَرَّ وَجهُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، وقالَ : إنَّما هَلكَ مَن كانَ قَبلَكُم بِاختِلافِهِم بَينَهُم .
قالَ : ثُمَّ أسَرَّ إلى‏ عَلِيٍّ شَيئاً ، فَقالَ لَنا عَلِيٌّ : إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يَأمُرُكُم أن تَقرَؤوا كَما عُلِّمتُم .۳

1.تفسير الطبري : ج ۱ ص ۱۲ .

2.المِراء : الجدال . والتماري : المجادلة على مذهب الشكّ والريبة (النهاية : ج ۴ ص ۳۲۲ «مرا») .

3.تفسير الطبري : ج ۱ ص ۱۲ ، مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۲۲۶ ح ۸۳۲ ، صحيح ابن حبّان : ج ۳ ص ۲۲ ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۳۳۹ ح ۴۱۸۳ ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۲ ص ۴۲ عن أبي بكر بن عياش ، بحار الأنوار : ج ۴۰ ص ۱۵۶ ذيل ح ۵۴ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34586
صفحه از 618
پرینت  ارسال به