225
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

حَلاوَةً ، وإن قَصَّروا عَمّا اُمِروا بِهِ قالوا: إنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ ، وإنِ انتَهَكوا ما نُهوا عَنهُ ، قالوا: سَيَغفِرُ لَنا ما لَم نُشرِك. أمرُهُم عَلَى الطَّمَعِ ، لا تُخالِطُهُم مَخافَةٌ ، يَلبَسونَ جُلودَ الضَّأنِ عَلى‏ قُلوبِ الذِّئابِ ، خَيرُهُم فيهِمُ المُداهِنُ .۱

۱۴۱۰. سنن الدارمي عن إياس بن عامر : أخَذَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام بِيَدي ، ثُمَّ قالَ: إنَّكَ إن بَقيتَ سَيَقرَأُ القُرآنَ ثَلاثَةُ أصنافٍ: فَصِنفٌ للَّهِ‏ِ ، وصِنفٌ لِلجِدالِ ، وصِنفٌ لِلدُّنيا ، ومَن طَلَبَ بِهِ أدرَكَ .۲

۱۴۱۱. الإمام الباقر عليه السلام : قُرّاءُ القُرآنِ ثَلاثَةٌ: رَجُلٌ قَرَأَ القُرآنَ فَاتَّخَذَهُ بِضاعَةً ، وَاستَدَرَّ بِهِ المُلوكَ ، وَاستَطالَ بِهِ عَلَى النّاسِ ! ورَجُلٌ قَرَأَ القُرآنَ فَحَفِظَ حُروفَهُ ، وضَيَّعَ حُدودَهُ ، وأقامَهُ إقامَةَ القِدحِ ، فَلا كَثَّرَ اللَّهُ هؤُلاءِ مِن حَمَلَةِ القُرآنِ ! ورَجُلٌ قَرَأَ القُرآنَ فَوَضَعَ دَواءَ القُرآنِ عَلى‏ داءِ قَلبِهِ ، فَأَسهَرَ بِهِ لَيلَهُ ، وأظمَأَ بِهِ نَهارَهُ ، وقامَ بِهِ في مَساجِدِهِ ، وتَجافى‏ بِهِ عَن فِراشِهِ ، فَبِاُولئِكَ يَدفَعُ اللَّهُ العَزيزُ الجَبّارُ البَلاءَ ، وبِاُولئِكَ يُديلُ اللَّهُ مِنَ الأَعداءِ ، وبِاُولئِكَ يُنَزِّلُ اللَّهُ الغَيثَ مِنَ السَّماءِ ، فَوَاللَّهِ لَهؤُلاءِ فِي قُرّاءِ القُرآنِ أعَزُّ مِنَ الكِبريتِ الأَحمَرِ .۳

۱۴۱۲. الإمام الصادق عليه السلام : القُرّاءُ ثَلاثَةٌ: قارِئٌ قَرَأَ القُرآنَ لِيَستَدِرَّ بِهِ المُلوكَ ، ويَستَطيلَ بِهِ عَلَى النّاسِ ، فَذاكَ مِن أهلِ النّارِ ! وقارِئٌ قَرَأَ القُرآنَ فَحَفِظَ حُروفَهُ ، وضَيَّعَ حُدودَهُ ، فَذاكَ مِن أهلِ النّارِ ! وقارِئٌ قَرَأَ القُرآنَ فَاستَتَرَ بِهِ تَحتَ بُرنُسِهِ‏۴ فَهُوَ يَعمَلُ بِمُحكَمِهِ ،

1.تيسير المطالب: ص ۱۵۵ عن الحكم بن القسم ، الفردوس : ج ۳ ص ۴۴۴ ح ۵۳۶۰ .

2.سنن‏الدارمي: ج‏۲ ص‏۸۹۲ ح‏۳۲۰۹، كنزالعمّال: ج‏۲ ص‏۳۴۱ ح‏۴۱۹۲ نقلاً عن الآجري في أخلاق حملة القرآن.

3.الكافي: ج ۲ ص ۶۲۷ ح ۱ ، الخصال: ص ۱۴۲ ح ۱۶۴ ، الأمالي للصدوق: ص ۲۷۰ ح ۲۹۷ ، مشكاة الأنوار: ص ۲۴۰ ح ۶۹۵ ، روضة الواعظين: ص ۱۴ ، جامع الأخبار: ص ۱۲۹ ح ۲۵۱ وليس فيها «وأقامه إقامة القدح فلا كثّر اللَّه هؤلاء من حملة القرآن» ، بحار الأنوار: ج ۹۲ ص ۱۷۸ ح ۴ .

4.البُرنُس : كلّ ثوب رأسه منه ملتزق من درّاعة أو جبّة أو مِمطَر أو غيره . وقال الجوهري : هو قلنسوَة طويلة كان النُسّاك يلبسونها في صدر الإسلام (النهاية : ج ۱ ص ۱۲۲ «برنس») . «فاستتر به تحت برسنه» : أي مشغول بنفسه ، لا يرائي بقراءته ، يقرأ ليفهم ، ويتدبّر ليعلم ويعلم ليعمل .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
224

۱۴۰۵. عنه صلى اللّه عليه و آله : إنَّ القُرآنَ يَتَعَلَّمُهُ ثَلاثَةٌ: رَجُلٌ يُباهي بِهِ، ورَجُلٌ يَستَأكِلُ بِهِ، ورَجُلٌ يَقرَؤُهُ للَّهِ‏ِ عزّ و جلّ .۱

۱۴۰۶. عنه صلى اللّه عليه و آله : مَن تَعَلَّمَ القُرآنَ ابتِغاءَ وَجهِ اللَّهِ ، وتَفَقُّهاً فِي الدّينِ ، كانَ لَهُ مِنَ الثَّوابِ مِثلُ جَميعِ ما يُعطَى المَلائِكَةُ وَالأَنبِياءُ وَالمُرسَلونَ .
ومَن تَعَلَّمَ القُرآنَ يُريدُ بِهِ رِياءً وسُمعَةً لِيُمارِيَ بِهِ السُّفَهاءَ ، ويُباهِيَ بِهِ العُلَماء ، ويَطلُبَ بِهِ الدُّنيا ، بَدَّدَ اللَّهُ عزّ و جلّ عِظامَهُ يَومَ القِيامَةِ ، ولَم يَكُن فِي النّارِ أشَدَّ عَذاباً مِنهُ ، ولَيسَ نَوعٌ مِن أنواعِ العَذابِ إلّا ويُعَذَّبُ بِهِ مِن شِدَّةِ غَضَبِ اللَّهِ عَلَيهِ وسَخَطِهِ .
ومَن تَعَلَّمَ القُرآنَ ، وتَواضَعَ فِي العِلمِ ، وعَلَّمَ عِبادَ اللَّهِ وهُوَ يُريدُ بِهِ ما عِندَ اللَّهِ ، لَم يَكُن فِي الجَنَّةِ أحَدٌ أعظَمَ ثَواباً مِنهُ. ولا أعظَمَ مَنزِلَةً مِنهُ ، ولَم يَكُن فِي الجَنَّةِ مَنزِلٌ ولا دَرَجَةٌ رَفيعَةٌ ولا نَفيسَةٌ إلّا كانَ لَهُ فيها أوفَرُ النَّصيبِ ، وأشرَفُ المَنازِلِ .۲

۱۴۰۷. عنه صلى اللّه عليه و آله : حَمَلَةُ القُرآنِ ثَلاثَةٌ: أحَدُهُمُ اتَّخَذَهُ مَتجَراً ، وَالآخَرُ يَزهو بِهِ حَتّى‏ لَهُوَ أزهى‏ بِهِ مِن مَزاميرَ۳ عَلى‏ مِنبَرٍ ، فَيَقولُ: وَاللَّهِ لا ألحَنُ ولا يُعييني فيهِ حَرفٌ ، فَتِلكَ الطّائِفَةُ شِرارُ اُمَّتي ، وحَمَلَهُ آخَرُ فَسَرَّ لَهُ جَوفَهُ ، وألهَمَهُ قَلبَهُ ، فَاتَّخَذَ قَلبَهُ مِحراباً ، مِنهُ‏۴ في عافِيَةٍ ونَفسُهُ مِنهُ في بَلاءٍ ، فَاُولئِكَ أقَلُّ في اُمَّتي مِنَ الكِبريتِ الأَحمَرِ .۵

۱۴۰۸. عنه صلى اللّه عليه و آله : إذا قَرَأَ القُرآنَ المُنافِقُ لا يُخطِئُ ألِفاً ولا واواً ولا ميماً ، يَلقَفُ القُرآنَ بِلِسانِهِ كَما تَلقَفُ البَقَرَةُ الكَلَأَ بِلِسانِها .۶

۱۴۰۹. الإمام عليّ عليه السلام : إنَّ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه و آله قالَ: لَيَخلُقَنَّ القُرآنُ في قُلوبِ أقوامٍ فَيَتَهافَتُ كَما تَتَهافَتُ ثِيابُهُم ، قالوا: يَا رَسولَ اللَّهِ ، ومَا التَّهافُتُ؟ قالَ: التَّساقُطُ ، لا يَجِدونَ لَهُ لَذَّةً ولا

1.شعب الإيمان: ج ۲ ص ۵۳۴ ح ۲۶۳۰ ، فتح الباري: ج ۹ ص ۱۰۰ ح ۵۰۵۹ كلاهما عن أبي سعيد الخدري ، كنز العمّال: ج ۱ ص ۵۳۱ ح ۲۳۷۹ .

2.ثواب الأعمال: ص ۳۴۶ ح ۱ عن أبي هريرة وعبداللَّه بن عبّاس ، بحار الأنوار: ج ۷۶ ص ۳۷۳ .

3.في منتخب كنز العمّال : «من أمير» .

4.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الأصل : « الناس منه . . . » .

5.كنز العمّال: ج‏۱ ص‏۶۲۲ ح‏۲۸۸۰ نقلاً عن أبي‏النصر السجزي في الإبانة، وابن‏السنّي والديلمي عن أنس.

6.الجعفريّات: ص ۱۷۳ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34740
صفحه از 618
پرینت  ارسال به